لست أخطّئ جماعة الإخوان المسلمين في عرضهم ترشيح ألف قبطي على قوائمهم في انتخاب المحليات، وفقا لما نسبته (المصريون) إلى الدكتور عصام العريان، من (أن الجماعة عرضت ترشيح ألف قبطي على قوائمها في انتخابات المحليات القادمة إلا أن هذا الأمر قوبل برفض من الجانب القبطي لرفض الكنيسة ). ولكنني أظن وبعض الظن ليس من الإثم، أن ذلك مجرد مناورة سياسية من الإخوان، لأن الجماعة أعلنت من قبل أنه عند إقامة دولة إسلامية في مصر فإنه سوف يجب على الأقباط أن يدفعوا الجزية...ثم اضطروا إلى التراجع عن هذا الإعلان، بعد أن تعرضوا لحملة انتقادات واسعة. وأظن أن عرضهم هذا مجرد مناورة سياسية لأمرٍ آخر، وهو أنهم لا يرشحون على قوائمهم مسلما غير إخوانيّ، وهل يكون القبطي أقرب إلى الأخوان من المسلم غير الإخواني؟ وهل تكون مسيحية المسيحي أقرب إلى إسلام الإخوان من إسلام غير الإخوانيين؟ أم يقصد الإخوان بذلك ألا شأن للسياسة بالمعتقد الديني؟ من أجل ذلك أقول: إذا كان الغرض من النشاط السياسي لجماعة الإخوان المسلمين هو مصلحة الشعب المصري، بتقوية فرص التغيير السلمي نحو ديمقراطية حقيقية، ولذلك عرضوا على الكنيسة أن يضعوا في قوائمهم ألف قبطي في انتخابات المحليات، فلماذا لا يضعون على قوائمهم مسلمين غير إخوانيين؟ ولماذا لا يتخلون عن شعارهم الديني المتمثل في استخدام صورة المصحف وعبارة الإسلام هو الحل؟ ولماذا لا يعلنون برنامجا سياسيا صرفا لا تكون له مرجعية دينية؟ كي يتيحوا لكل من يكون في نضاله السياسي نفع للوطن، أن يشاركهم النضال من أجل الوطن؟ أم إنهم يتوجسون من الديمقراطية أن تبعدهم أو تبعد جموع الشعب عن الإسلام كما يفهمونه ويدعون إليه؟ وأنهم إنما يقصدون بالديمقراطية تقريب الشعب إلى الإسلام كما يفهمونه، فإن كانوا كذلك فإن ذلك إعلان صريح بأن مصلحة الوطن ليست هي هدفهم، وإنما هدفهم هو الجماعة وتراثها الفكري والديني، وإذا فليهنئوا بشعارهم، وتراثهم وتاريخهم ومكتسباتهم، وليكونوا وحدهم تحت شعارهم، فهم واضعوه ومَن يحدد مضمونه وهم خدّامه، وليعلم الشعب أن الديمقراطية عند الإخوان في خدمة الإخوان، وليست في خدمة الشعب. أحمد محمد عرفة