أرجع الدكتور سعد الدين إبراهيم عالم الاجتماع المعروف ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية ، القسوة التي تعامل بها النظام الحاكم مع الدكتور أيمن نور زعيم حزب الغد إلى أن الأخير يمثل تهديدا حقيقيا لمشروع توريث الحكم . وأوضح الدكتور إبراهيم في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن يوم صدور الحكم بحبس نور لخمس سنوات يعد يوما أسود في تاريخ مصر وتاريخ الديمقراطية ودليل لا يقبل الشك على ديكتاتورية النظام وعنجهيته وعدم قبوله لوجود أي منافس له على الساحة السياسية. واعتبر إبراهيم أن حبس نور بهذه العقوبة القاسية يشكل رسالة لجميع القوى المعارضة للنظام ، بخاصة الإسلاميين باحتمال تكرار سيناريو نور معهم إذا شكلوا متاعب للنظام أو تجاوزا الخطوط الحمراء المزعومة لدى النظام ، نافيا أن يكون نور قد أقام علاقات من أي نوع مع واشنطن باستثناء بعض اللقاءات التي أجراها مسئولون رسميون وغير رسميون مع كافة فعاليات وقيادات المجتمع المدني المصري ومن بينهم نور . وأكد سعد الدين إبراهيم ، الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع العديد من الدوائر النافذة في واشنطن ، أن نور لا تربطه علاقات خاصة مع واشنطن ، بل أن النظام لجأ إلى استخدام هذه الورقة لتشويه صورة نور لعلمه بمدى الحساسية التي تسود الرأي العام المصري تجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتساءل إبراهيم : هل التعامل مع أمريكا جريمة ، وإذا كان هذا التعامل يعد جريمة فالنظام المصري هو المجرم الأول لعلاقته الوثيقة بواشنطن. واستبعد عالم الاجتماع الشهير إمكانية الإفراج عن نور في المرحلة القادمة إلا إذ صدر عفو رئاسي وهو أمر غير متوقع فالنظام المصري ليس كريما ولا يتمتع بأي صفة من صفات الكرم خصوصا في مثل هذه المواقف. وطالب إبراهيم الشعب المصري نخبا ومثقفين وشعبيين بعدم الانصياع للسقف المنخفض الذي يريده النظام وضعه فيه وتجاهل الخطوط الحمراء التي يمنع النظام أحد من تجاوزها ، فبدون أن يصاب الشعب المصري بعمى الألوان فلن يستطيع فرض الإصلاح على هذا النظام. وتوقع إبراهيم تصاعد الضغوط الدولية على النظام للإفراج عن نور ، مؤكدا أن هذه الضغوط لن تقتصر فقط على واشنطن ، بل ستشمل الاتحاد الأوروبي وكندا ومنظمات حقوق الإنسان الدولية وكذلك سيتم إطلاق حملة تضامن شعبية في مصر تضم جميع الفعاليات السياسية لإعطاء رسالة لنور أنه ليس وحده في سعيه لإنهاء عصور الاستبداد والديكتاتورية في مصر. وشدد الدكتور إبراهيم على ضرورة عدم فقدان الأمل في الإصلاح فمصر في نهاية عام 2005 ليست هي مصر في نهاية عام 2004 ، فالمواطنون أزيلت من عقولهم وقلوبهم هيبة النظام وأخذت الصحافة دفعة قوية لم تكن متوافرة في السابق كما تصاعدت تحركات كفاية ومنظمات المجتمع المدني ، ناهيك عن بزوغ نجم الإسلاميين فكل هذه تطورات في طريق إجبار هذا النظام عن التخلي عن حكمه الشمولي وديكتاتوريته.