صادق: بسبب دعم النظام الحالي.. والزعفراني: «النور» أصبح غير مرغوب فيه نشطت الكنيسة الأرثوذكسية سياسيًا بشكل أثار الجدل، وخاصة خلال الفترة الأخيرة، بعد حشد المتظاهرين الداعمين للرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي الوقت الذي أثارت فيه الكنيسة جدلاً بين المصريين الرافضين لتدخلها في السياسة، بات ملاحظًا غياب حزب "النور" عن المشهد السياسي الحالي، ما دفع البعض إلى مقارنة موقفه إبان حكم "الإخوان المسلمين"، حيث كان دائم الانتقاد لسياسات السلطة آنذاك. قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن "الكنيسة تلعب دورًا هامًا في الفترة الأخيرة، وخصوصًا عقب ثورة 30يونيو في الحشد والدعم للرئيس الحالي". وأوضح أن "الكنيسة تريد تحسين صورة الرئيس أمام العالم، وأنه يحظى بشعبية وطنية في الداخل والخارج، ولا يوجد بها فتنة طائفية كما يشاع"، بالإضافة إلى أنها "تريد أن تكسب ود وحب السيسي". في المقابل، قال إن "حزب النور أصبح لا وجود له في المشهد السياسي، خاصة بعد ما تبين للجميع أن هدفه الأساسي السعي إلى حصد مناصب ومقاعد داخل البرلمان"، لافتًا إلى أن "الحزب أصبح غير مرضي عنه من الجهات السيادية". وأوضح أن "شعبية حزب النور كانت مكتسبة من وجود الإخوان المسلمين في المشهد السياسي، أما الآن فقد اندثرت شعبيته بصورة واضحة للجميع". وتابع: "الرئيس السيسي يتجاهل قيادات حزب النور، لأنه أصبح حزبًا يعمل ضد الدولة عن طريق عرقلته للقوانين التي يناقشها البرلمان". فيما رأى خالد الزعفراني، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن "النظام يستفيد من الحشد الكنسي خارجيًا"، مضيفًا: "النظام يستخدم الكنيسة في حل الأزمات الخارجية مثل "سد النهضة, وتحسين العلاقات الخارجية مع الغرب". في حين أشار إلى أن "حزب النور أصبح غير مرغوب فيه، بعدما استفاد منه النظام عقب الإطاحة بحكم الإخوان". وأضاف الزعفراني ل "المصريون": "الانتخابات الأخيرة ظهر بها الحشد الطائفي أكثر من الحشد الشعبي والوطني، وعدم دعم أحزاب معينة للرئيس السيسي". وأكد أن "الدولة لا تريد أحزابًا على أساس ديني، والدليل حل حزب الحرية والعدالة، والدعاوى المرفوعة لحل حزب النور، لأن النظام لا يستفيد من الأحزاب الدينية". وأشار إلى أن "الدولة سعت وما زالت تسعى لتحجيم حزب النور وقياداته، حتى أصبح غائبًا عن الحياة السياسية، وهذا ما ظهر جليًا في الانتخابات البرلمانية، والتي أظهرت تعرض الحزب لهجوم عنيف من جميع أطياف المجتمع".