كشفت مصادر قبطية مطلعة عن اتجاه بعض كهنة الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية للتصويت لصالح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في انتخابات رئاسة الجمهورية. وقال أحد الكهنة المؤيدين لأبو الفتوح : بعد انسحاب الدكتور محمد البرادعي لم نجد أمامنا سوى ترشيح الدكتور أبو الفتوح نظرًا لكونه أفضل المرشحين الموجودين على الساحة، مشيراً إلى أن معظم الكهنة "المسيسين" سوف يصوتون لأبو الفتوح، أما الآخرون سوف يحذون حذو البابا شنودة في ترشيح عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية للرئاسة. وأوضحت مصادر مقربة من البابا أن سبب تأييد الأخير لموسى يرجع إلى تقارب " الأيدلوجية " وتوافق الرؤى السياسية، وبعد أن وعد موسى البابا بالاحتفاظ بلقب "بابا العرب"، علاوة على العلاقة الوطيدة التي تربطهما منذ أن كان موسى وزيراً للخارجية المصرية وسهولة التعامل معه بنفس طريقة التعامل مع نظام حسنى مبارك حال وصوله لكرسى الرئاسة. فيما بدا الشباب القبطي منقسمين على أنفسهم؛ فهناك من أبدى رغبته بالتصويت لأبو الفتوح وآخرون أعربوا عن تأييدهم لموسى باعتباره أكثر المرشحين "مدنية" في الوقت الذي ينتظر فيه آخرون عدول الدكتور محمد البرادعي عن قراره بالانسحاب من قرار الرئاسة. يأتى هذا فيما نفى عدد من القيادات القبطية وجود توجه داخل الكنيسة لدعم مرشح رئاسى بعينه، مؤكدين أن الكنيسة لا توجه أى أحد فيما يخص العمل السياسى. وقال رمسيس النجار، مستشار الكنيسة القبطية ل"المصريون" إنه من الضرورى أن يكون هناك اتفاق على مرشح واحد للرئاسة, مشيرا إلى أن شخصية الدكتور نبيل العربى وعلاقته الخارجية المتميزة تعطيه ثقلا سياسيًا ليكون رجل المرحلة، وبالتالى فإن فرصته ستكون أقوى إذا ما تم الاتفاق عليه. ونفى النجار أن يكون هناك توجه داخل الكنيسة لدعم مرشح رئاسى بعينه سواء كان العربى أو غيره، لافتا إلى أن الكنيسة تؤمن بحرية الاختيار لكل أبنائها، ولا تملى تعليماتها لأحد وفق توجهات الكنيسة. وأوضح أن هناك شعبًا قبطيًا وكنيسة، فالكنيسة ترعى الشعب القبطى روحيًا, والشعب القبطى يتبادل الحقوق والواجبات شأنه شأن أى مواطن آخر, وحتى الآن الكنيسة لم تصدر تعليماتها لأحد بشأن اختيار مرشح بعينه. واعتبر النجار من وجهة نظره الشخصية أن الفريق أحمد شفيق، والدكتور نبيل العربى، هما الأفضل لتولى منصب رئاسة الجمهورية فى المرحلة الحالية. وأكد الأنبا بسنتى، أسقف حلون والمعصرة، أن الكنيسة لا تعطى توجيهات لأحد فى اختيار المرشحين، وأن دورها يقتصر على الجانب الروحانى فقط، معتبرا أن التوافق أمر هام بين المصريين من أجل اختيار الأفضل لتولى قيادة مصر. ومن جانبه قال عماد توماس، عضو الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعي، إن الديمقراطية الحقيقية لا تعرف معنى مرشح توافقي، وأن المرشح التوافقى قد يكون مخرجًا للمرحلة الانتقالية التى تمر بها مصر وإنهاء حالة الفوضى. وقال إنه فى كل الأحوال، يجب وضع الدستور أولا باعتباره الأساس الذى يمكن البناء عليه، ثم بعد ذلك يتم انتخاب الرئيس، حتى لا نصنع ديكتاتورًا جديدًا يفصل الدستور بحسب ما يريد. وأضاف توماس أنه من الديمقراطية أن يطرح كل حزب أو قوى سياسية مرشحه، ويختار الشعب من يريد بدون تأثير لتيار دينى معين أو المجلس العسكرى، نافيًا أن يكون هناك أى توجيه داخل الكنيسة للأقباط بشأن اختيار مرشح بعينه. من جانبه رفض المفكر القبطى، جمال أسعد، الإدلاء بأى تصريحات تخص اتجاه الكنيسة حول دعم العربى عن غيره، مشيرا إلى أن أى مواطن مصرى من حقه أن يدعم أيًا من المرشحين للرئاسة أيا كانت ديانته. فيما قال مجدى ثابت، عضو اتحاد شباب ماسبيرو، إن العربى يعد حاليا أفضل المرشحين، لما عرف عنه من وطنية وتاريخه المشرف والواضح.