لم يتوقف الإعلام عن تأييده للنظام الحاكم برئاسة السيسى بعد عزل الرئيس محمد مرسى والإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين من السلطة،بل قام بالترويج له على أنه المنقذ الذى أخرج مصر وشعبها من ظلام الحاضر إلى نور المستقبل عبر توليه مقاليد الحكم،لترتفع شعبيته إلى نحو 100%، وفق الإعلام حينئذ، إلا أنه مع مرور الأيام واستمرار الانهيار الاقتصادى بسبب الأزمات المتلاحقة من أزمة الدولار ونقص الموارد وزيادة الأسعار، بدأ معدل الشعبية المعلن فى الهبوط بدرجة لم تمكن الأذرع الإعلامية من وقف انخفاضه، برغم محاولاتها اليومية فى هذا الشأن وذكر إنجازات الرئيس. وكشف استطلاع للرأى أجراه الإعلامى أحمد موسى، أحد أكبر الداعمين للسيسى ونظامه،عن انخفاض شعبية الرئيس بشكل واضح، بعد رفض نحو 80% من المصوتين لترشح السيسى لفترة رئاسية ثانية مقابل،20% ممن أيدوا هذا المقترح،وحاول مركز استطلاع بصيرة تغير مسار هذا الانخفاض فقوبل بانخفاض آخر غير متوقع. ويرى الدكتور ياسر عبد العزيز،الخبير الإعلامي،أن شعبية إى زعيم قد تشهد تراجعات كبير بعد انتخابه،لتراخيه أو فشلة فى تنفيذ التزامات ووعود قطعها على نفسه قعد تواليه الحكم حتى وإن كان التراخى هذا هو أمر طبيعى لاصطدامه بعراقيل متنوعة لم تكن مكشوفة له وقتها، لكن الشعب يريد تنفيذ هذه الوعود فى أقرب وقت، ولا يروا غير هذا، وبالتالى سيؤدى إلى تراجع العديد من مؤيديه عن مساندته والتوجه نحو من يحقق له أماله وطموحاته البسيطة. وأضاف عبد العزيز ل "المصريون"، أن هناك نوعين من التراجعات، النوع الأول "التراجع السياسي" ويستفيد منه المنافس، والنوع الثانى هو التراجع الإجرائى وهو ما يمر به الرئيس السيسى الآن، وقد يترتب عليه تغيير داخل النظام،الذى تتراجع شعبيته يومًا بعد الآخر. وأكد الخبير الإعلامي،أن النظام فقد قدرته على إدارة منظومة الإعلام، وتطويعها وفق أهوائه، مما أدى إلى خسارته لإحدى أدواته المهمة فى مخاطبة الشعب ورفع شعبيته فى الشارع المصري، وبالتالى أصبح هناك غضب من سياسات الرئيس الاقتصادية التى أطاحت برصيد شعبيته لدى المواطنين. وفى نفس السياق قالت الدكتورة هويدا مصطفى، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن الإعلام عنصر مؤثر فى المجتمع فهو يوضح السياسات والإجراءات التى يتخذها رئيس الجمهورية تجاه الشعب، ويعتبر الوسيط بين متخذى القرار والمجتمع . وأضافت مصطفى ل"المصريون"، أن شعبية أى نظام مرتبطة بعناصر متنوعة تتمثل فى المهنية والدقة فى نشر الأخبار، وأن الإعلام يمثل الوجهة التى يراها الشعب، وأن هناك نسبة كبيرة من المواطنين تعتمد على الإعلام كعنصر مهم للمعرفة، كونه مبنيًا على معايير مهنية فى الأساس لنقل المعلومات التى تساعد الشارع السياسى على التقييم الفعلى للرئيس، مشيرة إلى أن الإعلام يشارك فى تشكيل وعى الشارع، الذى يعتبره محايدًا فى نقل الرأى المؤيد والمعارض.