قال رئيس مجلس إدارة شركة فينوس انترناشيونال لتداول الحبوب أحد أكبر مستوردي القمح في القطاع الخاص في مصر إن شركته تعاقدت الجمعة الماضية على استيراد 30 ألف طن من القمح الخالي تماما من فطر الإرجوت تحسبا لعودة حظر استيراد القمح المصاب بالفطر. جاءت تصريحات محمد عبد الفضيل رئيس فينوس في مقابلة مع رويترز عبر الهاتف الليلة الماضية بعد قرار عصام فايد وزير الزراعة يوم الأحد بمنع دخول القمح المستورد المصاب بأي نسبة من فطر الإرجوت إلى مصر. وأثار قرار إعادة تطبيق سياسة عدم السماح بأي نسبة من الإصابة بفطر الإرجوت ارتباكا بين التجار الذين عادوا إلى السوق الشهر الماضي فقط عندما جرى رفع الحظر. وقال عبد الفضيل رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب "لم استورد حبة قمح منذ شهرين بعد رفض دخول شحنتين لنا بسبب الإرجوت وتكبدنا خسائر 4.5 مليون دولار. لكننا تعاقدنا الجمعة الماضية على استيراد 30 ألف طن من القمح صفر إرجوت ستصل خلال سبتمبر. "كنت متأكدا منذ صدور قرار السماح باستيراد القمح الذي يحتوى على 0.05 بالمئة من الإرجوت أنه سيتم العودة فيه مرة أخرى ولذا كان القرار في الشركة بأن أي عمليات استيرادية تكون بصفر إرجوت ويتم الفحص قبل الشحن في بلد التوريد."
كانت الحكومة قالت الشهر الماضي إنها ستقبل شحنات القمح المستورد التي تحتوي على نسبة إصابة بالإرجوت تصل إلى 0.05 بالمئة -وهو معيار عالمي للإرجوت في الواردات- منهية بذلك خلافا مع الموردين كان قد عطل برنامج الشراء الضخم في البلاد. ورفض عبد الفضيل الكشف عن اسم الدولة التي اتفق على شراء 30 ألف طن قمح لا يحتوي على أي نسبة إرجوت منها. وتأسست فينوس في 1996 في المنطقة الحرة وهي واحدة من أكبر شركات القطاع الخاص العاملة في مجال تداول الحبوب وأعمال الشحن والتفريغ والخدمات البحرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ورفضت الحكومة خلال الأشهر القليلة الماضية عددا من شحنات القمح المصابة بفطر الإرجوت. وخلص تقييم للمخاطر أجرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في وقت سابق هذا العام إلى أن الإرجوت لا يشكل خطرا على المحاصيل المصرية. لكن وزارة الزراعة قالت وقتها إنها ستعيد تطبيق سياسة عدم السماح بأي نسبة من الإصابة بالإرجوت إذا أظهرت دراسات مستقبلية أن الفطر يؤثر على المحاصيل. وأضاف عبد الفضيل أنه ستكون هناك "مشاكل بين التجار الذين تعاقدوا على شحنات قبل هذا القرار وأيضا من له شحنات قاربت على دخول مصر (وهي في البحر الآن)." وتابع قائلا "لا أتوقع حلا لتلك المشاكل. الحجر الزراعي سيطبق القرار الأخير على أي شحنة تصل وليس له علاقة بتوقيت الشحن أو التعاقد. هو يعمل وفقا لموعد الوصول فقط. أنصح من له شحنة قادمة أن يحاول بيعها في الخارج ومن تعاقد ولم يتم الشحن بعد أن يغير المواصفة إلى صفر إرجوت. أنا قمت ببيع الشحنات التي تم رفضها لنا إلى إيطاليا واسبانيا من قبل وتم قبولها لديهم." وقال عيد حواش المتحدث باسم وزارة الزراعة لرويترز أمس الأحد إن أحدث قرار "سيطبق من الآن على كل حبة قمح تدخل مصر. لن ندخل أي قمح مصاب بالإرجوت لمصر سواء في مناقصات تمت في السابق أو ستتم في المستقبل."