تشابهت سياسات الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي مع الرئيس المخلوع محمد حسني إلي حد توصيفه بأنه شبيه "مبارك" أو الابن البار له، فالمتابعون للأحداث يدركون مدى التشابه بين الرئيسين في التعامل مع الأحداث ومجريات الأمور إلي حد التوافق التام في قراراتهما المرتبطة بعدد من القضايا المهمة حيث يسير الرئيس الحالي علي نهج الرئيس المخلوع بخطوات ثابتة في عدة توجهات أبرزها. خصخصة القطاع العام رغم انتقاد "السيسي"، سياسات خصخصة الشركات التي انتهجها مبارك، إلا أن حكومته اتخذت نفس المسار؛ بدليل ما أعلنه الدكتور أشرف الشرقاوي، وزير قطاع الأعمال العام، من توجه الحكومة نحو خصخصة 115 شركة تتبع القطاع العام؛ امتثالًا لقروض صندوق النقض؛ للموافقة علي إقراض مصر 12 مليار دولار لسد عجز الموازنة. وأشار إلى أنه ستكون هناك خصخصة بمشتقاتها، مثل خصخصة الإدارة أو الإدارة بالمشاركة، وستكون هناك أطروحات لزيادات رءوس الأموال أو غير ذلك من مشتقات الخصخصة. وكان "السيسي" انتقد لجوء نظام مبارك إلى خصخصة المؤسسات الحكومية بعد تعرضها لخسائر اقتصادية، مشيرًا إلى أن الدولة في حينها لم تحاول معالجة أزمات تلك المؤسسات؛ لأن المشكلة في كيف ومن يأخذ القرار. ومعروف أنه في عام 1991 كانت المرة الأولى التى طبقت الحكومة فيها سياسة الخصخصة بناء على توجيهات صندوق النقد؛ بعد زيادة الديون الخارجية لمصر، وزيادة عجز الميزانية، وارتفاع معدلات التضخم، وهو ما تسبب في غضب العمال الذين تشردوا بعد بيع الشركات التي يعملون بها للمستثمرين الأجانب، وهو نفسه التخوف الحالي بعد إعلان الحكومة عن خصخصة بعض الممتلكات العامة. مدحت الزاهد، القيادي بالتيار الديمقراطي، أكد أن معالجات النظام الحالي للأزمات أسوأ من مبارك، مشيرًا إلي أن المؤسسات التي تعتزم الحكومة بيعها هي عصب الدولة، ولو استولي عليها المستثمرون سيكون لذلك عواقب وخيمة، وستزداد الأحمال على ظهور الفقراء والطبقات الفقيرة التى تنتفع بمثل هذه الخدمات والمرافق. وأضاف الزاهد ل"المصريون"، أن مبارك لم يفكر في عرض أسهم البنوك ولا المرافق العامة كالكهرباء والسكة الحديد وأسهم شركة مصر للطيران للبيع، كما أنه لم يسمح بدخول الخصخصة لأصول يمتلكها المواطنون، بينما حاليًا تسعى الحكومة لطرحها في البورصة.
تحسن العلاقات مع إسرائيل تحسن العلاقات مع إسرائيل في عهد الرئيسين أبرز ما يجمع بينهما، ففي عهد "مبارك" تحسنت العلاقات بين البلدين إلى حد أن وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرجل الذي حافظ على السلام في الشرق الأوسط. واتبع "السيسي" نفس النهج، حيث دعا إلي مبادرة بهدف إعادة إطلاق مفاوضات السلام المتوقفة بين فلسطين وإسرائيل، قائلًا: "ممكن حد يقول إن السلام مع إسرائيل مش دافئ لكنني أقول.. إنه سيتحقق سلام أكثر دفئا لو قدرنا نحل المسألة الخاصة بأشقائنا الفلسطينيين.. لو قدرنا نحل المسألة ونعطي أملا للفلسطينيين في إقامة دولة وتكون هناك ضمانات لكلا الدولتين". وقال: "لو قدرنا كلنا نحقق مع بعض حل هذه المسألة وإيجاد أمل للفلسطينيين وأمان للإسرائيليين ستكتب صفحة أخرى جديدة يمكن تزيد عما تم إنجازه من معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل". وبعد توقف دام تسع سنوات زار وزير الخارجية سامح شكري رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس، وهو ما تم اعتباره تقاربًا بين القاهرة وتل أبيب، فضلًا عن تكهنات أنها ستمهد لزيارة نتنياهو لمصر. وتحفظ وزير الخارجية على وصف الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بأنها "أعمال إرهابية"، مشيرًا إلي أن وصف أحد بالإرهاب لابد أن يكون عليه اتفاق دولي. أكدت جريدة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، زيارة وفد اقتصادي إسرائيلي إلي القاهرة لتوثيق العلاقات بين البلدين. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان لها، إنه ولأول مرة منذ 10 سنوات زار وفد من كبار رجال الصناعة الإسرائيليين، مصر؛ لتوثيق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، في إطار مؤتمر دولي ضمن اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة أو المعروفة ب"الكويز". كورنيش الإسكندرية روي الرئيسان واقعة حدثت لهما علي كورنيش الإسكندرية، حيث حكي "مبارك" عن قصة الرجل الفقير على كورنيش الإسكندرية، وذكر أنه أثناء سيره على الكورنيش وجد رجلًا "غلبان" ومعه ابنه فلفت انتباهه، فرجع إليه وتبين أنه فقير، وأن ابنه مريض، ولا يستطيع أن يعالجه، فأمر حرسه أن يأخذوه على المستشفى العسكري، ويتم علاجه وبدون أي نفقات يتحملها الرجل، وأن جميع النفقات سيتحملها الرئيس.
وأيضا حكي "السيسي" موقفًا تعرض له في الإسكندرية، قائلًا: "وأنا في إسكندرية من كام يوم على الكورنيش، من غير ترتيب خالص، كان في أتوبيس للنقل العام، لقيت الناس اللي فيه بيحيوني، وقالولي ماتخفش إحنا معاك..ماتخفش إحنا معاك". وصف الإسلاميين بالإرهابيين علي خطي "مبارك" يصف "السيسي" دائمًا الإسلاميين بالإرهابيين، ويشن حملات دعائية ضدهم؛ لإقناع المصريين أن هؤلاء يجب هزيمتهم مهما كانت التكلفة بأي ثمن، مشيرًا إلي أن الفكر الديني المتطرف يدفع الأمة الإسلامية إلى أن تكون مصدرًا للقلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها. صحيفة عبرية تؤكد أن "السيسي" وريث "مبارك" أكدت صحيفة "معاريف" العبرية، أن النظام الحالي يسير علي نهج مبارك في تكميم أصوات المعارضين، قائلة إن "الشعب المصري توقع أن يخلص النظام الجديد الدولة وينقذها مما هي فيه، إلا أنه بعد 3 سنوات من وصوله للحكم، يبدو أن الأخير مستمر في السير على خطى الموروث القديم". وقالت: "هناك في مصر من يشعر أن عهد فساد الرئيس المخلوع حسني قد عاد ففي يوليو الماضي كان هناك 64 قضية فساد خاصة في مجال تخزين القمح وتوريده، كما قامت شركة بلومبرج بتجميد استثماراتها التي تبلغ 250 مليون دولار". وأضافت أن "النظام المصري لا يتلقى انتقادات شعبية بسبب القمح والوقود فقط، لهذا نشرت صحيفة مصرية مؤيدة للنظام مؤخرًا تحذيرًا من قبل قوات الأمن المصرية يتعلق بعدم رفع أسعار الوقود في ظل الوضع الاقتصادي الصعب للمواطنين". وتابعت الصحيفة العبرية: "كما كان الحال في عهد مبارك؛ النظام الحاكم المصري يعتمد اليوم أكثر فأكثر على أجهزة الأمن والعنف الشرطي ضد المواطنين، وأيضًا ضد نشطاء مشهورين، علاوة على ذلك عاد رجال النظام القديم لمراكز مهمة، في وقت تضعف فيه قوة الإعلام يومًا بعد يوم".