نفى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، أن تكون لروسيا قاعدة عسكرية دائمة داخل إيران، وذلك على خلفية اعلان موسكو امس شن غارات جوية في سوريا انطلاقا من الاراضي الإيرانية. وقال لاريجاني، في تصريحات نقلتها، وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، اليوم الأربعاء،"روسيا ليس لها قاعدة عسكرية دائمة داخل الجمهورية الإسلامية". وأضاف، "إيران تتعاون مع روسيا، وهي حليفنا في القضايا الإقليمية، وخاصة السورية"، دون التطرق مباشرةً لموضوع الهجمات الروسية التي انطلقت من بلاده. وتابع: "لدينا تعاون جيد مع روسيا، أقولها بصوت عال وصريح". وتأتي تصريحات رئيس البرلمان الإيراني، عقب يوم من إعلان موسكو شن غارات جوية على سوريا، من أراضٍ إيرانية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الثلاثاء، أن طائرات تابعة لها قصفت أهدافاً في مدن سورية، عقب إقلاعها من قاعدة همدان الجوية في إيران، للمرة الأولى. وأبدت إيران ترحيبها بذلك، على لسان أمين المجلس الأعلى لأمنها القومي علي شمخاني، حيث قال "إن تعاون بلاده مع روسيا في مجال مكافحة الإرهاب استراتيجي"، مؤكدًا "أن طهران تتقاسم مع موسكو قدراتها العسكرية". واعتبر محللون أن سماح إيران بإقلاع طائرات حربية روسية من أراضيها لتفجير أهداف في سوريا، خطوة غير مسبوقة، ما يؤكد على تعميق التعاون بين القوتين المشاركتين في الحرب السورية. وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش العقيد كريستوفر غارفر، أمس، إن روسيا أخطرت الولاياتالمتحدة بعزمها استخدام قواعد جوية إيرانية لتنفيذ غاراتها داخل سوريا، مشيراً إلى أن هذه الطلعات "لن تؤثر" على عمليات التحالف. وردًا على استخدام روسيا قواعد جوية في إيران، كشف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر، في وقت متأخر من ليلة أمس، أن استخدام روسيا للقواعد الجوية الإيرانية منطلقاً لعملياتها العسكرية في سوريا "قد يعد خرقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2231". وفي يوليو 2015 أصدر مجلس الأمن قراره رقم 2231، والذي رحّب فيه بتوقيع إيران مع مجموعة 5+1 اتفاقاً يتم من خلاله الحد من قدرات إيران النووية، ويرفع بالتدريج بعض العقوبات المفروضة على طهران فيما لو طبقت فقرات الاتفاق بطريقة تقرها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتنص بعض فقرات القرار على عدم السماح باستخدام الأراضي الإيرانية لانطلاق العمليات العسكرية أو بيع وتجهيز ونقل الطائرات إلى إيران. وتعد هذه هي المرة الأولى في التاريخ الحديث التي تسمح فيها إيران لقوة أجنبية باستخدام إحدى قواعدها لشن هجمات، وهي المرة الأولى أيضًا التي تستخدم فيها روسيا أراض بلد آخر في الشرق الأوسط لعملياتها داخل سوريا، وجرت العادة على إقلاع الطائرات المشاركة في الحرب، إمَا من قاعدة حميميم السورية في محافظة اللاذقية، أو من الأراضي الروسية نفسها.