قال موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي, إنه كلما اقترب طرف من الأطراف المتحاربة في سوريا من إخضاع الطرف الآخر، حصل تحول معاكس مفاجئ يقلب الأمور 180 درجة. وأضاف الموقع في تقرير له في 14 أغسطس, أن نظام بشار الأسد كان على وشك أن يطبق حصاره على مدينة حلب، ويسجل أحد أهم إنجازاته العسكرية في الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات، إلا أن جبهة فتح الشام "جبهة النصرة سابقا", كانت له بالمرصاد, وحققت مفاجأة غير متوقعة. وتابع: "جبهة فتح الشام, من خلال استخدامها المكثف للسيارات المفخخة والمقاتلين المدربين جيدًا، سجلت انتصارات متلاحقة ضد نظام الأسد خاصة في مدينتي حلب وإدلب". واستطرد الموقع "النجاحات التي تسجلها جبهة فتح الشام، جعلت الغرب وروسيا في مواجهة حقيقة مؤلمة وهي وجود فرع قوي لتنظيم القاعدة على الأرض في سوريا، حيث أصبحت جبهة فتح الشام, التنظيم الأقوى بين كافة التنظيمات التي تقاتل ضد نظام الأسد". وكانت صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية, قالت أيضا في وقت سابق إن أغلب القوة البشرية التي ساهمت في فك الحصار عن مدينة حلب شمالي سوريا جاءت من جبهة فتح الشام "جبهة النصرة سابقا". وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 9 أغسطس, أن "جبهة فتح الشام", التي تتهمها موسكو بالإرهاب, يوجد في صفوفها الكثير من المقاتلين, الذين كانوا على استعداد لتفجير أنفسهم على الجبهة, وهو ما عجل بفك الحصار عن حلب. ونقلت عن السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد قوله إن نجاح "الجهاديين المسلحين" في فك حصار حلب, في الوقت الذي تعثرت فيه الدبلوماسية الغربية في الضغط على روسيا ونظام الأسد لإنهاء هذا الحصار, يظهر عدم فعالية تكتيكات الولاياتالمتحدة واستراتيجيتها. وخلصت الصحيفة إلى القول :" إن الجهاديين من جبهة فتح الشام أصبحوا أبطالا في أعين سكان حلب, فقد كسبوا معركة فك الحصار, وكذلك قلوب وعقول الناس هناك". يذكر أن مجلس الأمن الدولي كان صنف "جبهة النصرة" ضمن الجماعات الإرهابية بجانب تنظيم الدولة "داعش", فيما أعلن زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني في 28 يوليو الماضي وقف العمل باسم جبهة النصرة، وفك ارتباطها بتنظيم القاعدة, وتشكيل جماعة جديدة باسم جبهة فتح الشام, وبرر فك الارتباط مع القاعدة بأنه جاء تلبية لرغبة أهل الشام في دفع ذرائع المجتمع الدولي، حسب قوله. وفي المقابل, أعلن البيت الأبيض أن تقييمه لجبهة النصرة لم يتغير، وأنه ما زالت لديه مخاوف متزايدة من قدرتها المتنامية على شن عمليات خارجية قد تهدد الولاياتالمتحدة وأوروبا، كما أكدت الخارجية الأمريكية أن جبهة النصرة ما زالت هدفا للطائرات الأمريكية والروسية في سوريا. وكانت صحيفة "الأوبزيرفر" البريطانية, قالت أيضا إن نجاح المعارضة السورية المسلحة في فك حصار مدينة حلب, غير موازين القوى على الأرض, وشكل نهاية لأشهر من التراجع لمعارضي نظام بشار الأسد, بسبب الحملة الجوية الروسية. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 7 أغسطس, أن نتائج معركة حلب حتى الآن, التي قلبت الطاولة على حسابات روسيا ونظام الأسد, ستتجاوز فيما يبدو فك الحصار عن عشرات آلاف المدنيين, إلى تغيير مصير الصراع في سوريا برمته, ولذا يحشد طرفا الحرب كل ما يملكان من قوى بشرية وأسلحة لهذه المعركة. وحذرت الصحيفة من أن فشل المجتمع الدولي في التوحد لإنهاء الحرب بسوريا ستكون له عواقب وخيمة لا يمكن السيطرة عليها سواء في الشرق الأوسط, أو بالنسبة للغرب. وتابعت " أخطاء المجتمع الدولي وعدم الوفاء بالالتزامات بشأن سوريا منذ بدء الثورة ضد نظام منذ 2011 لا يمكن حصرها, والجميع سيدفع الثمن إذا استمر استخدام سوريا لصالح أجندات خاصة". وكانت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية, وصفت أيضا فك الحصار عن أحياء مدينة حلب الشرقية, بأنه نصر "مدهش" للمعارضة السورية المسلحة ضد قوات بشار الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 7 أغسطس, أن هذا النصر قد يساعد المعارضة السورية المسلحة على تحقيق إنجاز آخر يتمثل في فرض حصار على الأحياء التي تسيطر عليها قوات الأسد في حلب. وتابعت " قوى المعارضة السورية المسلحة, أكدت أنه لولا الهجمات الانتحارية من قبل مقاتلي جبهة فتح الشام, لما تحقق فك الحصار". وتوقعت الصحيفة أن تشهد حلب في الأيام المقبلة معارك شرسة ومزيدا من نزف الدم, بعد إعلان المعارضة السورية المسلحة عن عزمها دخول المناطق التي يسيطر عليها الأسد, وليس حصارها. وكان جيش الفتح وفصائل من المعارضة السورية المسلحة أعلنوا مساء الأحد الموافق 7 أغسطس بدء معركة السيطرة على كامل مدينة حلب، وذلك بعد تقدمهم غربي المدينة. ونقلت "الجزيرة" عن جيش الفتح وفصائل من المعارضة السورية قولهم إنهم سيطروا على مدخل الأحياء التي يسيطر عليها النظام في غرب حلب. وحصلت "الجزيرة" على صور تظهر سيطرة جيش الفتح على تجمعات وحواجز لقوات الأسد في حي الراموسة جنوبي حلب، وتظهر فيها بقايا أسلحة وذخيرة وأدوات وملابس كان يستخدمها عناصر النظام قبل فرارهم، كما يظهر مخبز الراموسة الذي كان أحد أهم مقرات قوات النظام. وفي صور أخرى، ظهر مقاتلو تجمع "فاستقم كما أمرت" التابع للمعارضة السورية المسلحة أثناء اقتحام حي الراموسة وسيطرتهم مع فصائل أخرى على الحي، كما أظهرت صور جوية جانبا من معارك جيش الفتح داخل الكلية الفنية الجوية التي انتهت بسيطرة جيش الفتح عليها وفك الحصار عن أحياء مدينة حلب الشرقية. وأعلنت المعارضة السورية المسلحة أيضا إحباط محاولة النظام قطع طريق إمدادها، وذلك بعد إدخال مساعدات إلى الأحياء الشرقية للمدينة. وكانت المعارضة السورية المسلحة نجحت في 6 أغسطس في فك الحصار عن الأحياء التي تسيطر عليها داخل حلب، وأعلنت جبهة فتح الشام التقاء المقاتلين المهاجمين من خارج حلب ومن داخلها. وحسب "الجزيرة", أعلنت جبهة فتح الشام فك الحصار عن الأحياء المحاصرة في حلب وإعادة خطوط الإمداد لمئات الآلاف من المدنيين, وخسارة قوات الأسد خط إمدادها عبر طريق الراموسة جنوبي حلب بعد التقدم الذي حققه جيش الفتح. وبعد فقدان خط الإمداد عبر طريق الراموسة, يبقي لنظام الأسد خط إمداد وحيدا هو طريق الكاستيلو شمالي حلب. وحصلت "الجزيرة" على صور خاصة من داخل كلية المدفعية تظهر آليات ومقاتلين من جبهة فتح الشام أثناء سيطرتهم على مواقع قوات النظام السوري داخل الكلية. وذكر المتحدث باسم جبهة فتح الشام أنه تم قطع خط إمداد قوات نظام الأسد جنوبي حلب. وأكد المتحدث أن ضباطا إيرانيين وخبراء من روسيا شاركوا إلى جانب قوات النظام في معركة كلية المدفعية. وقد بث جيش الفتح أيضًا صورًا من الجو للكليات التي سيطر عليها في منطقة الراموسة جنوبي حلب، وأعلن سيطرته على مواقع مهمة في المنطقة بعد إعلانه السيطرة على كلية التسليح وكتيبة التعيينات، إضافة لتلة المحروقات وقرية العامرية ومواقع أخرى في المنطقة. وقالت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) -المنضوية تحت جيش الفتح- إنها قتلت 150 من قوات النظام وعناصر حزب الله اللبناني أثناء الاشتباكات.