قال مركز "ستراتفور" للدراسات الاستراتيجية، إنه على الرغم من تعرضت تركيا، لازمات عديدة عبر التاريخ نتيجة لموقعها المتميز، إلا أنها تبقى محافظة على دورها المحوري وكيانها الاستراتيجي عبر كل هذه الأزمات. وأكد المركز الاستخباراتي أن تركيا قوة عظمى على الرغم من مشاكلها مشيرا إلي أنها عادت الآن إلى أوقات عدم الاستقرار، فالصراع على أشده مع حزب العمال الكردستاني، ومع محاولة الانقلاب الأخيرة، يتركز جل اهتمام أنقرة على الداخل. وأوضح الموقع أنه في الوقت ذاته، تتعرض تركيا لتهديدات خطيرة على حدودها، بالإضافة إلى تفاقم الاضطرابات الداخلية، في البلاد وعلى الرغم من أن هذه المشاكل ربما تعيق تقدم تركيا في قادم السنوات، إلا أن ذلك لا يمنعها من الحفاظ على دورها الاستراتيجي في المنطقة. وأشار الموقع إلي أن محاولة الانقلاب الأخيرة ساعدت في تفاقم عدد من المشكلات في تركيا، ولاسيما أن استقرارها الداخلي الذي صار على المحك مشيرا إلي أن الانقلاب جاء في وقت سيء، حيث عطل الجيش في ذروة معركته ضد المتمردين والتهديدات الخارجية من المتشددين. وتابع الموقع أنه مع ذلك، وبالنظر للتاريخ، سيكون من الخطأ إسقاط تركيا من الاعتبارات العالمية فعلى الرغم من أن أنقرة ربما تكون مشتتة في مشاكلها الخاصة على المدى القصير، تظل ميزتها الجغرافية ضامنة لأهميتها ولدورها الإقليمي والعالمي. واستطرد الموقع : أنه ليست الأوقات العصيبة بغريبة على تركيا، فقد عانت الجمهورية التركية ومن قبلها الإمبراطورية العثمانية من الغزو الأجنبي والانقلابات العسكرية والحروب الأهلية. وتابع أنه في الوقت الذي تقوم فيه حكومة أنقرة بإعادة هيكلة الجيش، عليها أن تتعامل مع حكومة معادية بالجوار في سوريا، والتي تحالفها روسيا التي بدأت مؤخرًا فقط في إصلاح العلاقات مع تركيا، كما تسببت محاولة الانقلاب وما تبعها من إجراءات في توتر العلاقة مع حلف الناتو. وأكد التقرير أن الجغرافيا شكلت مجرى التاريخ التركي، منذ فترة طويلة قبل أن تصل تركيا إلى شكلها الحالي فبعد أن هزم العثمانيون الإمبراطورية البيزنطية أخيرًا في عام 1453، سيطروا على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا لسنوات طويلة، واستطاعوا غزو مناطق واسعة من أوروبا والسيطرة عليها وكذلك من الشرق الأوسط. وحتى موت السلطان «سليمان الكبير» عام 1566، ظلت الإمبراطورية العثمانية أحد القوى العظمى في أوروبا والعالم، ولم تتوان في طموحها للسيطرة على كامل القارة حتى هزمت في معركة فيينا عام 1683.