طالب أزهريون بضم وزارة الأوقاف وإلحاقها بمشيخة الأزهر، وذلك عقب الجدل الواسع الذي أثارته "الخطبة المكتوبة" في صفوف الأئمة، ورفضتها هيئة كبار العلماء بالإجماع باعتبارها "تجميدًا للخطاب الديني". وطالب مستشار شيخ الأزهر، الدكتور محمد مهنا، أن تتولى المشيحة كل ما يتعلق بالدعوة الإسلامية والأئمة، بعيدًا عن وزارة الأوقاف، مؤكدًا على ضرورة إبعاد الدين عن السياسة، منعًا للأفكار الصانعة للتطرف والإرهاب والعنف والانحراف الفكري. وأضاف مهنا في تصريحات إلى برنامج "الحياة اليوم"، على فضائية "الحياة"،الخميس، أن الخطاب الديني ليس أمرًا سطحيًا، وأنه أحد صور رسالة الدين الإسلامي، وأهم رسائل مؤسسة الأزهر. وطالب الدكتور أحمد مصطفي الأزهري، عضو اللجنة الشرعية بمرصد الأزهر بضم وزارة الأوقاف إلى مشيخة الأزهر، قائلاً إن هناك مؤسسات عريقة تابعة للأزهر يوجد بها ملايين الأفراد وتديرها المؤسسة بنجاح. وأضاف مصطفى ل "المصريون"، أن "إدارة وزارة الأوقاف لا تعادل ثلث الجهد المبذول في إدارة المؤسسات التابعة للأزهر"، موضحًا أنها مسئولة عن أعداد كبيرة من الأفراد تتضمن ملايين الطلاب في المعاهد الأزهرية و450 ألف طالب في جامعة الأزهر بالإضافة إلى 2500 واعظ و2600 واعظ تابع لمجمع البحوث الإسلامية. وأشار عضو اللجنة الشرعية بمرصد الأزهر إلى أن "المنوط بالدعوة الإسلامية هو الأزهر الشريف"، لافتًا إلى أن "الأوقاف جهة تنظيمية"، منوهًا إلى أن "الشكل الظاهري والعام المتكون في أذهان الجمهور هو تبعية الأوقاف للمؤسسات الدينية". وذكر أنه نشر المقترح بضم وزارة الأوقاف للأزهر عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وقد لاقى استحسان الكثيرين من متابعيه. متفقًا مع سابقيه في الرأي، طالب الدكتور محمود مزروعة، العميد الأسبق لكلية أصول الدين، جامعة الأزهر بضم وزارة الأوقاف لمشيحة لأزهر وإلحاقها به، باعتبار الأزهر هو المرجعية العليا للدعوة الإسلامية والمنوط به تجديد الخطاب الديني في مصر والعالم أجمع. وأضاف مزروعة ل "المصريون" أنه يطالب أيضًا بتوحيد الدعوة الإسلامية، حتى يتمكن الأزهر من القيام بتجديد الخطاب الديني دون افتعال للأزمات ووضع العراقيل بالإضافة إلى توحيد الفتوى وقصرها على دار الإفتاء المصرية حتى لا يكون الأمر "سداحًا مداحًا". وأشار أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر إلى أن "الأزهر مسئول عن قطاعات واسعة وكبيرة كمجمع البحوث الإسلامية ودار الإفتاء وقطاع المعاهد الأزهرية"، لافتًا إلى أن "الأزهر سيقوم بإدارتها على أكمل وجه". وتابع مزروعة: "الدعاة كثيرون جدًا وهناك من يحمل لقب داعية من غير المنتمين للأزهر، والأزهر سيعمل على توحيد الدعوة وتجديد الخطاب الديني ومنع تداخل السياسة في الدين حتى لاتتأثر الدعوة بالسياسة".