فى عهد مبارك طالب نواب بضرب النار على المتظاهرين ، وفى برلمان الثورة نواب يدافعون عن بلطجية يهاجمون مؤسسات الدولة السيادية ، أنها مفارقة تنعش التأمل مع تزاحم الأحداث وكثرة الانشغالات والاشتغالات التى يقوم بها علاء الأسوانى وصلاح عيسى ونجيب ساويرس ومحمود سعد والست أم الفلول و" النائب المحترم " – بحسب الدكتور الكتاتنى – محمد أبو حامد ! المشهد لم تتغير دراماتيكيته فى الحالتين ، ولا يخلو من فنون ( التمثيل ) المتنوعة التى برع فيها نواب الشعب ؛ فمن ( تمثيل ) الشعب فى البرلمان إلى ( التمثيل ) عليه !! فى النظام البائد نواب حرضوا الدولة البوليسية على المتظاهرين السلميين ، ودعوا لكتم أصواتهم بعد تزويرها وإطلاق الرصاص عليهم ، لمجرد أنهم خرجوا للتظاهر للمطالبة ببعض الحقوق ، واليوم نواب يسمون البلطجية الذين يهاجمون مبنى وزارة الداخلية ثواراً ، ويستنكرون دفاع الأمن عن نفسه وعن هيبة الدولة . نائب قديماً ينتقد أداء الداخلية فى التعامل مع المتظاهرين بهذه ( الرقة والحنية ) ، لأنها تستخدم خراطيم المياه فى تفريق المظاهرات ، بدلاً من الرشاشات والرصاص الحى ، ويدعو إلى استخدام أقصى درجات القوة حفاظاً على هيبة الدولة ، ونائب حديثاً ينتقد أداء الداخلية " الهمجى " مع " الثوار الأحرار " الذين جاءوا لاقتحام وزارة الداخلية ، ويذهب موفداً ضمن لجنة لاستطلاع الأمر فيأتى سريعاً قبل زملائه وعلى وجهه ملامح الفزع والقلق ، وبحركة أرجوازية أخرج من جيبه خرطوشة ، كدليل على همجية الأمن وقسوته مع " الثوار " !! العبارات والجمل واللهجة التى استخدمها نواب الحزب الوطنى المحتل ، كانت تشعرنا بجو الحروب والمواجهات المسلحة بين جيشين عظيمين كلاهما متحفز بالآخر . فمن قائل ( اضربوهم بالنار واستعملوا الرصاص ) وآخر يقول ( لابد من الضرب بيد من حديد والتعامل بحزم وقوة مع المتظاهرين الخارجين على القانون ) . وبدلاً من السعى فى تخفيف الأعباء التى تثقل كاهل المواطنين ، طالبوا بقتلهم حتى ننتهى منهم تماما ( ونخلص من دوشتهم ) . وكانت تلك مناشدة نائب حزب وطنى يدعى نشأت القصاص لوزير الداخلية ( المسجون حالياً ) .. حيث قال – لا فض فوه - : " يا وزير الداخلية نحن 80 مليونًا بناقص شلة فاسدة ومتجاوزة عايزين يرجعوا أيام انتفاضة الحرامية " !! وهى العبارات التى أراها مناسبة تماماً اليوم مع تلك الشلة الفاسدة فى شارع منصور ومحمد محمود التى تسعى لخراب البلاد وإعادة أيام " انتفاضة الحرامية " . أما النائب محمد أبو حامد ، فيرى غير ذلك ، فهو يعتبرهم ثواراً وينبغى مقابلة هجماتهم برفق وحنية ورقة ، ولا مانع من استضافة أحدهم بمجلس الشعب ليعرض وجهة النظر وفلسفة وفكر البلطجية فى مهاجمة مبنى وزارة الداخلية . مشكلة النائب أبو خرطوشة .. أنه يتوهم قدرته على التمثيل وتضليل الشعب ونواب الشعب ، على طريقة علاء الأسوانى الذى ذهب إلى المعتصمين أمام مجلس الوزراء وحرضهم على الاشتباك مع قوات الحراسة مما فجر الأحداث ، ثم ذهب سريعاً وجاء بالمصورين الأجانب ليرصدوا الاشتباكات . لا أجد فارقاً كبيراً بين الافتكاستين ، فذاك ذهب وجاء سريعاً بكاميرات الأجانب ، و هذا ذهب وجاء سريعاً بخرطوشة ، على طريقة " الخرطوشة لا تزال فى جيبى " . تمتع الأسوانى فى الفتنة السابقة بحس الروائى باعتباره أديبًا ، وتمتع النائب أبو حامد بحس الممثل ، باعتباره ممثل الشعب .