قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية, إن مقتل النائبة جو كوكس, عضو مجلس العموم البريطاني عن حزب العمال, في حادث إطلاق نار ببلدة بريستال شمالي إنجلترا, يعتبر إهانة للقيم الديمقراطية. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 17 يونيو, أن اغتيال كوكس يعتبر أيضا هجوما على الإنسانية والديمقراطية، ومهما كان السبب, فإن الهجوم على أي نائب هو دائما هجوم على البرلمان. وتابعت "كل جرائم العنف تلوث مفهوم المجتمع المنظم، ولكن عندما ترتكب هذه الجرائم ضد أناس اختيروا بشكل سلمي لإرساء القواعد, تكون الإهانة أعمق بكثير". وأشارت الصحيفة إلى أن القيم التي جسدتها كوكس, هي كل ما تملكه بريطانيا, لتكون في مأمن من الهمجية. واغتيلت كوكس, البالغة من العمر 41 عاما والمعروفة بدفاعها عن اللاجئين السوريين, الخميس الموافق 16 يونيو أمام مكتبة تلتقي فيها عادة أهالي دائرتها الانتخابية بقرية بريستال شمالي إنجلترا)، وقال شهود عيان لوسائل الإعلام المحلية إن النائبة أصيبت بطلقات عدة وطعنت. وحسب "الجزيرة", علقت حملات الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي, الذي سينظم الأسبوع المقبل، بينما يحاول البريطانيون الخروج من الصدمة التي سببها اغتيال النائبة كوكس، التي تعدّ من بين المؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي. واعتقل رجل في ال52 من العمر قالت وسائل الإعلام إنه يدعى توماس مير، وهو من أهالي المنطقة، وأفاد شهود عيان بأن المتهم صاح "بريطانيا أولا", قبل أن يوجه لها عدة طعنات ويطلق الرصاص، وذكر الشهود أن الرجل كانت لديه مؤشرات على تعاطفه مع اليمين المتطرف. و"بريطانيا أولا" هو اسم مجموعة من اليمين المتطرف معادية للهجرة، لكنها نفت أي ضلوع لها في الهجوم. وشارك رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون وزعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربين الجمعة الموافق 17 يونيو في تأبين كوكس في مراسم بدائرتها الانتخابية. وقبل ستة أيام فقط على الاستفتاء التاريخي، علق المعسكران المتنافسان حول مسألة بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حملتهما، في حين توالت ردود الفعل المنددة بالاغتيال. ووصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مقتل كوكس بأنه "هجوم على كل شخص حريص على الديمقراطية ومؤمن بها"، وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن مقتل كوكس "مروع"، وحذرت من أن يتخذ النقاش الجاري في بريطانيا حول احتمال خروجها من الاتحاد الأوروبي "طابعا متشددا". وقبل اغتيال كوكس، أظهرت استطلاعات الرأي احتمال فوز معسكر مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي في الاستفتاء المرتقب في 23 يونيو، وأثّر هذا الاحتمال على أسواق المال وأدى إلى تراجع الجنيه الإسترليني.