تتواصل «المماحكة»، البحرية الأمريكية الروسية في مياه البحر الأبيض المتوسط، بينما تعزز روسيا وجودها عبر إرسال فرقاطة حربية جديدة. ودعت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات رداً على دخول السفن الحربية الأمريكية إلى البحر الأسود. وقال أندريه كيلين، المسؤول في وزارة الخارجية الروسية، إن تردد هذه السفن على البحر الأسود لا يحظى باستحساننا، ولا بد أن يدفعنا إلى التخطيط لإجراءات الرد. لكن كيلين اعتبر من جانب آخر أن دخول حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" البحر الأبيض المتوسط ليس إلا "استعراضًا للعضلات"، قبيل عقد قمة الناتو (حلف شمال الأطلسي) في وارسو. التحركات الأمريكية وقال كيلين، الذي يتولى مهمة إدارة قسم التعاون الأوروبي التابع لوزارة الخارجية الروسية، في مقابلة مع وكالة (نوفوستي) نشرت يوم الجمعة: "ليس هناك شيء جديد فيما يتعلق بتحركات السفن الحربية الأمريكية، ونحن على علم بتحركات حاملات الطائرات الأمريكية في المتوسط، وفي البحور الأخرى، وهو أمر يتوافق مع حرية الملاحة والحق في العبور السلمي". لكن الدبلوماسي الروسي لفت الانتباه إلى الخلفية العامة التي تجري تحركات السفن الحربية الروسية عليها. واستطرد قائلًا: "فيما يخص الوضع بشكل عام، فلا شك في أن التوتر في العلاقات يزداد بقدر ما، ويأتي كل ذلك قبيل انعقاد قمة الناتو في وارسو، ويدور الحديث عن استعراض للعضلات". كما علق كيلين على دخول المدمرة الأمريكية "USS Porter" إلى البحر الأسود، مؤكدًا أن روسيا ستتخذ إجراءات جوابية في مجال التخطيط. فرقاطة جريجوروفيتش إلى ذلك، استلم الأسطول الروسي في البحر الأسود سفينة حربية جديدة يوم الخميس الموافق 9 يونيو 2016، وأقيم في مدينة سيفاستوبول، حيث قاعدة الأسطول الروسي في البحر الأسود، حفل بمناسبة وصول الفرقاطة، التي تحمل اسم الأميرال الروسي جريجوروفيتش. وقال قائد الأسطول، الأميرال ألكسندر فيتكو: انتظرنا هذا الحدث طيلة 35 عامًا.. فقد كانت المرة الأخيرة التي انضمت فيها سفن جديدة من هذا النوع إلى أسطول البحر الأسود في العام 1981. يشار إلى أن سفنًا حربية تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) كانت ترافق فرقاطة "الأميرال «جريجوروفيتش» خلال رحلتها من بحر البلطيق إلى البحر الأسود. وحسب (سبوتنيك)، فقد خصصت فرقاطة "الأميرال جريجوروفيتش"، التي تمت صناعتها في مصنع السفن الذي يقع في مدينة كالينينجراد، المطلة على بحر البلطيق، لخفر المناطق البحرية البعيدة ومكافحة سفن السطح والغواصات المعادية وصد الهجمات الجوية. أما عن تسليحها فهي تحتوي على صواريخ "كاليبر" التي استخدمتها روسيا لمكافحة الإرهاب في سوريا، وصواريخ "شتيل-1" المضادة للطائرات وراجمة القذائف الصاروخية والمدفعية "بالاش" ومدفع "أ-190" عيار 100 ملم، وطربيدات وأسلحة مضادة للغواصات، وتحمل الفرقاطة على متنها طائرة هليكوبتر. وسوف يحصل أسطول البحر الأسود على 5 فرقاطات أخرى من هذا النوع، وعلى 6 غواصات جديدة. وتولي روسيا تعزيز أسطولها البحري في البحر الأسود بالسفن الحديثة اهتمامًا كبيرًا، وقد تسلم هذا الأسطول نحو 40 سفينة جديدة في عامي 2014 و2015.