السرطان خلل في خلايا الجسم، ذلك أن الخلايا السليمة لها آلية منظمة تتطور وتنمو وتحافظ على كيانها بتناسق وترتيب معين. وفى الخلية السرطانية يقع أمر غير سوى يتبعه خلل في الآلية الداخلية وتتمرد الخلية على الجسم ولا تتجاوب مع مناخه وبيئته، ولكنها تأخذ فى إنتاج نفسها بجنون، فتتكاثر، وتكون الخلايا الجديدة غير مفيدة، بل تعمل على خنق وظائف الخلايا الطبيعية والأنسجة والأعضاء. وقد كشف باحثون من جامعة هارفارد الأمريكية فى دراسة أجريت مؤخرًا أن فقدان الوزن الزائد يساعد مرضى السرطان على التعافى من مرضهم وحصار انتشار الخلايا الخبيثة فى أجسادهم. وتقول صحيفة ديلى ميل البريطانية إن الباحثين أجروا مجموعة من تجارب إنقاص الوزن على مرضى السرطان، وأثبت ذلك نتائج شديدة الايجابية على مرضى سرطان الثدي على وجه التحديد، وأشارت الدراسة إلى أن فقدان الوزن ساعد مريضات سرطان الثدى فى الشفاء بنسبة أزيد من فرصتهم الطبيعية بنسبة 20%. وأوصت الدراسة بضرورة أن تفقد المريضة أو ألمريض 10% من إجمالي وزنه من أجل رفع فرصته في العلاج من هذا المرض تمامًا. وأرجعت الدراسة السبب فى ذلك إلى أن الخلايا الدهنية التى تسبب الوزن الزائد تغذى نمو الخلايا الخبيثة فى الجسم، لذلك فإن التخلص منها تمامًا يساعد فى القضاء على المرض ومنع انتشاره. وذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، أن العلماء يطلقون أكبر تحقيق فى العالم حول تأثير النظام الغذائى على السرطان خاصة سرطان الثدي، استنادًا إلى بحث تمهيدى يقترح أن ممارسة التدريبات الرياضية المعتدلة قد تكون أكثر أهمية مما كان يُعتقد سابقًا فى محاربة المرض. وأشارت الصحيفة إلى أن وجود فائض من الأنسجة الدهنية يعزز الدورة الدموية للاستروجين، والأنسولين، واللبتين خلال الجسد، يمكن لهذه الهرمونات الثلاثة المساعدة فى نمو الأورام السرطانية.
على الرغم من أنه لم يتم الانتهاء من المشروع البحثى التجريبى على بعض الحالات، إلا أن هناك ظنونًا بين العلماء أن المصابات بالسرطان اللاتى يفقدن 10% من أوزانهن أكثر ميلًا بنسبة 20% إلى البقاء على قيد الحياة فى نهاية الفترة الممتدة لخمس سنوات.
ومن المقرر أن تشارك 13200 سيدة مصابة بسرطان الثدى فى التجربة، وسيُطلب من نصفهن ممارسة التدريبات الرياضية 5 مرات أسبوعيًا وألا يتناولن أكثر من 1500 سعر حرارى يوميًا.