في رمضان من كل عام، يتسابق المصلون على حجز مكان لهم للصلاة خلف أصوات عذبة كما اعتادوا سنويًا، وأبرزهم الشيخ محمد جبريل، الذي كان يؤم المصلين بمسجد عمرو بن العاص، والشيخ حاتم الواعر إمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، واللذين لم يعد مسموحًا لهما بالإمامة بقرار من وزارة الأوقاف. جبريل ممنوع بسبب الدعاء على الظالمين محمد جبريل هذا الصوت الملائكي الذي ينتظره المصريون في صلاة التراويح من كل عام، بعد أن منعته وزارة الأوقاف من إمامة المصليين لهذا العام توجه إلى الولاياتالمتحدة ليؤم المصليين في صلاة التراويح. وفي فجر أول يوم في رمضان كتب جبريل على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك: "ومع نسمات فجر هذا اليوم المبارك أبدأ رحلاتي الطيبة وهذا الشهر المبارك من مدينة (سيركيوز/نيويورك) وأسال الله القبول والتوفيق والإخلاص". وبعدها، ظهر يؤم المصليين في صلاة التراويح في المركز الإسلامي لمقاطعة "باسيك" في ولاية "نو جرسي" الأمريكية، وفي ليلة 2رمضان، أم المصلين بمدينة "توليدو اوهايو" الأمريكية. ولد جبريل عام 1964 بقرية طحوريا بمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، حفظ القرآن الكريم وعمره لا يتعدى 9سنوات، وحاصل على ليسانس في الشريعة والقانون من جامعة الأزهر, ومتزوج عنده عمرو وسارة ويوسف. وفاز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية والعالم الإسلامي أكثر من مرة وحصل على العديد من الأوسمة من البلاد الإسلامية التي قام بزيارتها. كان يؤم المصلين في صلاة التراويح بمسجد عمرو بن العاص منذ عام 1988 حتى 2015، إلي أن منعته وزارة الأوقاف من العمل الدعوي بعد دعائه على الظالمين في ليلة القدر العام الماضي. وبعد يوم واحد من دعاء جبريل في العام الماضي، توعده الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، قائلاً: "جبريل لن يدخل المسجد طيلة حياته". وأضاف أن "جبريل ليس خطيبًا ويتاجر بالدين من خلال تحويل الدعاء إلى خطة منبرية، والتمجيد والتغني الصوتي". وأوضح خلال مداخلة هاتفية له في إحدى المحطات الفضائية، أن "الوزارة قررت منع محمد جبريل من أي عمل داخل المساجد سواء إمامة أو إلقاء دروس أو إمامة مسجد". وتابع: "يكفي أننا أعدناه خازيًّا إلى بيته، ولن يدخل مساجد مصر في حياتي على الإطلاق، يدخل مصليًا فنحن لا نمنع أحدًا لكن يدخل إمامًا أو يلقي خاطرة فهذا لن نقبله ولن يتم". وكان جبريل دعا أثناء إمامته المصلين على "الظالمين" و"الفاسدين" و"علماء السلاطين" و"الإعلام المضلل"، ودعا للشباب المحتجزين. الواعر.. من القائد إبراهيم إلى نيوجيرسي " مصليين بالآلاف ..صوت عذب ..بكاء وخشوع "..هذا هو حال المصليين بمسجد القائد إبراهيم من كل عام خلف إمامهم الشيخ حاتم فريد الواعر الذي ينتظره المصلون من كل عام في شهر رمضان الكريم. ومابين عشية وضحاها أعلن الواعر انه سيؤم المصليين هذا العام بالولاياتالمتحدة بعد أن حرمته الأوقاف من الإمامة بمسجد القائد إبراهيم وكافة مساجد الوزارة حيث كتب عبر تويتر: "بأمر الله صلاة القيام لهذا العام مسجد هاكنساك مقاطعة برجن ولاية نيوجيرسى أسأل الله التوفيق والسداد". ولد الواعر عام 1974 وحصل على بكالوريوس في العلوم والتربية، وليسانس شريعة إسلامية، وماجستير صحة نفسية وإجازات علمية في القرآن الكريم وكتب السنة، خطف قلوب المصلين خلفه بمسجد القائد إبراهيم قبل أذانهم طوال الأعوام الأخيرة عن طريق صوته الهادئ العذب. أوقفته وزارة الأوقاف عن ممارسة عمله الدعوة وإمامة المصليين بمسجد القائد إبراهيم، بدعوى أنه غير أزهري ولم يمنح الترخيص اللازم لمزاولة عمله كداعية. ومنعته وزارة الأوقاف العام الماضي من إمامة المصليين مما جعله يصدر بيانًا قال فيه: "صليت كإمام عدة سنين بقدر الله، وأصلي اليوم مأمومًا أيضًا بقدر الله، وكل قضائه خير وبركة". وأضاف، "الصيام الحقيقي يكون من اللغو والرفث كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، واللغو كل كلام لا فائدة منه إلا تضييع الأوقات، وهدر الطاقات، فلا تكثروا الكلام في أمر الصلاة أو عدمها، فالقضية انتهت، وبقي لنا الأهم وهو تحقيق التقوي، ونيل المغفرة والعتق من النار". واختتم البيان، "لسنا في معركة، إنما نمر بأزمة تحتاج وعيًا وإدراكًا للمرحلة أكثر من أي وقت آخر، ونحتاج فيها إلى مراجعة النفس وتجديد النية والتوبة والإيمان، وتدبرًا لقوله تبارك وتعالى؛ (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم)". وبعد أن منعته وزارة الأوقاف من الإمامة بأي مسجد من مساجد مصر، أعلن الواعر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بأنه سيكون إمامًا لأكبر تجمع للمسلمين بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف الواعر: "قرأت تعليقات الناس على حرمانهم من صلاة القيام في مسجد القائد إبراهيم، إنها أشبه بقصة حب، حيل بينه وبين محبوبه .. اللهم لا تحرمنا من هذا الحب". وأكد أنه على يقين من أنه لو طاف العالم شرقا وغربا لن يجد راحته إلا مع من أحبهم في الإسكندرية، قائلا: "القائد إبراهيم عند حاتم فريد لم تكن صلاة فقط، و اسألوا من كان يصلي خلفه سيخبركم". ربما يظن البعض أن أسباب منعه سياسية بالدرجة الأولى، لكنه معروف بعدم الانتماء للجماعات الإسلامية، وموقفه من ثورة يناير، حيث طالب المواطنون بعدم المشاركة في الثورة لعدم جواز الخروج على الحاكم حتى ولو كان ظالما إلا أن يكفر كفرا صريحا. لم يكتف بذلك بل قال أيضًا: "الحكومة لا تجبر أحدا على الجلوس في البيت أثناء الصلاة، ولا تجبر الناس على التعامل بالمنكر وتلقى الرشاوى.. فالناس هي من تقوم بهذه الأمور، ولذا فإن باب تغيير الحكم مغلق أمام الناس بينما باب الوصال مع الله مفتوح". كامل..فقد صوته الشيخ الكفيف عبد الله كامل لم يكن أفضل حالا من سابقيه فقد منعته وزارة الأوقاف من إمامة المصليين، فبعد إلقائه درس عقب صلاة العشاء بمسجد الشهيد زكريا بالكوم الأخضر بالهرم، طردته مديرية أوقاف الجيزة من المسجد، وحررت له محضر شرطة بقسم الطالبية جيزة برقم 4593، لعدم وجود ترخيص لكونه غير أزهري، كما منع أتباعه من التصوير بالمسجد لمخالفته للقرار91 لسنة 2003م المنظم للعمل بالمساجد. ولد الشيخ عبد الله كامل عام 1985، كفيف البصر وتعلم على طريقة برايل، وحفظ القرآن وهو صغير، تخرج من كلية دار العلوم بجامعة الفيوم عام 2005 ، حاصل علي المركز الأول في مسابقة مزمار آل داوود علي قناة "الفجر الفضائية"، له برنامج علي قناة "الرحمة" بعنوان نبضات شاعر ، عندما كان يؤم المصلين في صلاه التراويح بمجمع بدر الإسلامي بالحادقه تتوقف حركة المرور في الشوارع التي تحيط بالمجمع، ولكثرة أعداد المصلين. حسان والمعصراوي ..خارج المشهد لم يقتصر الأمر فقط على محمد جبريل والشيخ فريد الواعر من إمامة المصليين في تراويح هذا العام بل امتدت لتشمل الشيح محمد حسان الداعية السلفي والدكتور أحمد عيسى المعصراوى، شيخ عموم المقارئ المصرية السابق. وكانت وزارة الأوقاف العام الماضي أصدرت بيانًا أكدت فيه منع الشيخ المعصراوي من إمامة المصلين، وجاء في البيان: "قررت وزارة الأوقاف إلحاق كل من : أحمد عيسى المعصراوي ، وأحمد عامر بمحمد جبريل في المنع من أي عمل دعوي بالمساجد ، سواء كان إمامة أم إلقاء دروس من أي نوع بها ، ومحاسبة أي شخص يمكنهم من المسجد ، حيث إن الأوقاف لم تصرح لأي منهم بالعمل بالمساجد ، مع تعميم ذلك على جميع مديريات وإدارات الأوقاف ، وسننشر تباعا أسماء الممنوعين من الخطابة وأي عمل دعوي بالمساجد ممن يتبنون الفكر المتشدد أو يدعمون الفكر المتطرف".