ضرب الجفاف معظم مناطق محافظة سوهاج، بعد جفاف 90% من الترع ومصارف الري على مستوى المحافظة، مما يشكِّل تهديدًا واضحًا وخطيرًا، بتلف وبوار آلاف الأفدنة والمحاصيل الصيفية، أهمها (الذرة الشامية والبرسيم)، وسط عدم تحرُّك من المسئولين في توفير المياه، مما دفع المزارعين إلى اللجوء لمياه الآبار وتشغيل ماكينات الري القديمة لري أرضهم العطشانة. "يقول الحاج جمال عبدالرحيم، مزارع من نجع سعيد بمركز العسيرات: "الزرع بيموت من شهرين شفولنا حل يا إما نبطل نزرع، لولا الصعايدة مصر مش هتلاقي تأكل، إحنا مش معانا غير الزراعة اللي بناكل منها، المسئولين يوعدونا كل يوم المياه هتوصل وبقالها شهرين ما وصلتش". وأضاف، أنَّه بسبب الجفاف لجأ إلى جلب مياه من منزله لسكبها على "عيدان الذرة الشامية" التي أصابها الجفاف، غير أنَّه أوضَّح أنَّ المياه لا تكفي هذه المساحة الشاسعة من الأرضي، مطالبًا بتوفير المياه لري أراضيه. يضيف عبد العال عمر، مزارع: "الحكومة الموجودة حاليًا ما شفناش منها غير الكوارث والنكبات والمصايب، حوادث طرق بيروح ضحيتها الأبرياء، وكباري منهاره على المواطنين، ودلوقتي جفاف الترع اللي بنسقي منها أرضنا اللي هي في الأصل مصدر رزقنا، وياعالم بكره في ايه تاني ..!!". وتابع الحاج خليل حمدان، مزارع، "أمتلك فدانين من الذرة الشامية والبرسيم ومنتظر المياه يوميًا من غير فايدة، واضطريت أنا وعدد كبير من المزارعين إننا نستخدم الآبار الجوفية اللي فيها نسبة ملوحة عالية تضر الأرض حتى لا نخسر محصولنا". وأوضح مصطفى شاكر، مهندس زراعي، أن الحكومة عندما بدأت في تطبيق نظام الري الحديث وأصابنا الفقر فالمياه لا تأتي بالكميات المطلوبة ناهيك عن رائحتها الكريهة بسبب إلقاء الحيوانات النافقة بداخلها، لكن في الماضي كانت أيام خير كنا نزرع ونحصد والمياه موجودة والآن نتحسر على الزمان الماضي في ظل مسئولين لا يراعون الله فينا". وتابع عبد الجواد منصور، مزارع، "بيوتنا اتخربت والزراعة مصدر رزقنا الوحيد ويوميا نرسل استغاثات للمسئولين عن الري لكنها دون جدوى حقيقة ومش عارفين الأزمة هتنتهي أمتي". ووجّه مزارعو سوهاج رسالة عاجلة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي قائلين: "عندما توليت الحكم قلت ما تخفوش من سد النهضة أنا ما ضيعتكمش قبل كده ومش هاضيعكم، أين هذا الكلام من مشكلة الجفاف التي لحقت بنا يا سيادة الرئيس وهل المزارعين والزراعة بدون قيمة، الأرض بتموت ياريس". فيما أكد مصدر مسئول بمديرية الزراعة ل"المصريون"، أن ندرة المياه والجفاف الذي يعصف بالمحافظة منذ أكثر من 60 يومًا، أدى إلى تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وبوارها، مشيرًا إلى أن الإحصاءات الأولية أظهرت بوار 130 فدانًا حتى اللحظة، بالإضافة إلى اختفاء المحصول الصيفي "الذرة الشامية، البرسيم" خلال هذا العام نتيجة عدم وجود مياه لري الأرض. في المقابل أكد مسئولو الري والزراعة في المحافظة، أن انخفاض منسوب المياه يرجع إلى ترعة نجع حمادي بمحافظة قنا وأنه تم التواصل مع المسئولين هناك بشان ضخ كميات كبيرة من المياه الأيام القادمة وأن الأزمة ستنتهي خلال أيام قليلة.