أرجعت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، ضعف ما وصفته ب«دول القلب العربى» مقابل تركيا وإيران، إلى التقدم فى السن الذى أصاب كبار مسؤولى مصر والسعودية، مشبهة الرئيس مبارك بالمحافظين الجدد فى الولاياتالمتحدة، الذين يدعون إلى الديمقراطية «شفويا»، ولكنهم يعرفون فى قرارة أنفسهم أن نشر الديمقراطية سيكون ضارا بمصالحهم. وذكرت المجلة فى تقرير أعده الخبير الأمريكى فى شؤون الشرق الأوسط، مارك لينش، ونشرته أمس على موقعها الإلكترونى أن السن تقدمت بمسؤولى القاهرة والرياض منذ عشرين عاما، للدرجة التى جعلتهم غير قادرين على حشد القوى كما كانوا فى الماضى، أو تقديمهم بدائل أخرى لإصلاح الأوضاع فى العالم العربى، خاصة أمام القوى المتصاعدة والأكثر نفوذا حاليا فى الشرق الأوسط، وهى: إيران وتركيا وقطر. واعتبرت أن «انحدار نفوذ الزعماء العرب، خاصة فى مصر والسعودية، لا يعود إلى البقاء فى حكمهم سنين طويلة فحسب، وإنما لأن سياساتهم المدعومة من الولاياتالمتحدة جعلتهم يفقدون شعبيتهم وجاذبيتهم». وقال لينش فى تقريره، الذى يحمل عنوان «فراغ القلب العربى»، إن «دعم القاهرة الحصار على قطاع غزة أفقد مصر جاذبيتها فى الدول العربية». وشبّه لينش مبارك ب«المحافظين الجدد»، الذين يدعون إلى الديمقراطية «شفويا» ولكنهم يعرفون فى قرارة أنفسهم أن نشر الديمقراطية سيكون ضارا بمصالحهم للغاية، معتبرا أن «الأنظمة الديكتاتورية القائمة هى التى تعمل على رعاية المصالح الأمريكية فى المنطقة، حتى وإن كان ذلك يساهم فى تعميق عدم شعبيتها وزيادة تجويف القلب العربى». ونوه مارك لينش بأن إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش السابقة حاولت استقطاب الشرق الأوسط نحو معسكر الاعتدال، المتمثل فى مصر والسعودية والأردن وغيرها من «الأنظمة الاستبدادية السنية التى لديها علاقات مع إسرائيل» مقابل معسكر «المتطرفين» المتمثلين فى سوريا وحزب الله و«حماس»، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة اعتمدت على القادة العرب من حلفائها فى حربها على العراق عام 2003، والوقوف ضد حزب الله فى حربه ضد إسرائيل عام 2006، وكذلك ضد حركة حماس فى الهجوم الإسرائيلى على غزة عام 2008.