كان هوارى بومدين ابن فلاح بسيط من عائلة كبيرة العدد ومتواضعة ماديا، ولد فى 23 أغسطس سنة 1932 دخل الكتّاب (المدرسة القرآنية) فى القرية التى ولد فيها وكان عمره آنذاك 4 سنوات، وعندما بلغ سن السادسة دخل مدرسة ألمابير سنة 1938 فى مدينة قالمة (وتحمل المدرسة اليوم اسم مدرسة محمد عبده)، درس فى المدرسة الفرنسية وفى نفس الوقت لازم الكتّاب. ختم القرآن الكريم وأصبح يدرّس لأبناء قريته القرآن الكريم واللغة العربية. توجه إلى المدرسة الكتانية فى مدينة قسطنطينة حيث درس على يد الشيخ الطيب بن لحنش. ثم التحق بمدارس خنشلة معقل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. رفض هوارى بومدين خدمة العلم الفرنسى، حيث كانت السلطات الفرنسية تعتبر الجزائريين فرنسيين، ولذلك كانت تفرض عليهم الالتحاق بالثكنات الفرنسية لدى بلوغهم سن الثامنة عشرة. وفرّ إلى تونس سنة 1949 والتحق فى تلك الحقبة بجامع الزيتونة الذى كان يقصده العديد من الطلبة الجزائريين، ومن تونس انتقل إلى القاهرة سنة 1950 حيث التحق بجامعة الأزهر الشريف حيث درس هناك وتفوق فى دراسته. ومع اندلاع الثورة الجزائرية فى 10 نوفمبر 1954 انضم إلى جيش التحرير الوطنى فى المنطقة الغربية وفى 1956 أشرف على تدريب وتشكيل خلايا عسكرية، وقد تلقى فى مصر التدريب حتى اختير هو وعدد من رفاقه لمهمة حمل الاسلحة. وفى 1957 أصبح معروفا باسمه العسكرى «هوارى بومدين» تاركا اسمه الأصلى بوخروبة محمد إبراهيم كما تولى مسؤولية الولاية الخامسة. وفى 1958 أصبح قائد الأركان الغربية.وفى 1960 أشرف على تنظيم جبهة التحرير الوطنى عسكريا ليصبح قائد الأركان وفى 1962 صار وزيرا للدفاع فى حكومة الاستقلال.وفى 1963 صار نائبا لرئيس المجلس الثورى. واحتل موقعا متقدما فى جيش التحرير الوطنى وتدرّج فى رتب الجيش إلى أن أصبح قائدا لمنطقة الغرب الجزائرى، وتولى قيادة وهران من 1957 إلى سنة 1960 ثمّ تولى رئاسة الأركان من 1960 إلى حرب الاستقلال فى 5 يوليو 1962، وعيّن بعد الاستقلال وزيرا للدفاع ثم نائبا لرئيس مجلس الوزراء سنة 1963 دون أن يتخلى عن منصبه كوزير للدفاع. وفى مثل هذا اليوم 19 يونيو 1965 قام هوارى بومدين بانقلاب عسكرى أطاح فيه بالرئيس أحمد بن بلة.