انتصر عشق كرة القدم على عشق السينما فى ثالث أيام مهرجان «تاورمينا» السينمائى الدولى وتم تطويع مواعيد عروض الأفلام لمتابعة أولى مباريات المنتخب الإيطالى فى كأس العالم بجنوب أفريقيا والتى لعبها ضد باراجواى أمس الأول الاثنين.. فلم يعرض سوى فيلمين فقط من أفلام المسابقة الرسمية وهما الصربى «Some Others Stories» الذى يتناول خمس قصص مختلفة عن حلم الإنجاب والمعوقات التى تواجه تحقيق الأمومة، والفرنسى «البنات» أولى تجارب المخرجة ياسمينا رازا، وهى فرنسية من أصول عربية، ويتناول علاقة أم ببناتها الثلاث ومشاكل كل منهن فى أجواء تحمل الطابع الموسيقى العربى، وقد انتهى عرض الفيلمين فى السادسة مساء أعقبتهما ندوة قصيرة مع المخرجة، حيث كان الجميع فى انتظار المباراة التى كان مقرراً عرضها على شاشة المسرح اليونانى المكشوف، ولكن هطول الأمطار بشكل مفاجئ على المدينة وفساد الطقس حتى اقتراب موعد المباراة، أديا إلى عرضها فى قاعات مركز مبنى الكونجرس المخصص لعرض الأفلام المهمة فى المهرجان، لكن النتيجة التى انتهت بالتعادل أغضبت الجمهور، وحاول مسؤولو مبنى الكونجرس تهدئتهم، ثم أعلن مسؤولو المهرجان عن فتح الباب أمام الجمهور لمشاهدة فيلم «مارادونا» الذى حدد موعد عرضه صباح أمس، ليكون بعد المباراة الافتتاحية للمنتخب الإيطالى، وعرض الفيلم فى إطار تظاهرة «الكرة والسينما»، التى يرفع المهرجان شعارها هذا العام وفى إطار تكريم مخرجه الصربى أمير كوستريتشا، الذى قدم اللاعب الشهير دييجو أرماندو مارادونا بشكل أعمق من صورة اللاعب الأسطورة، حيث كشف عن غرابة طباعه وتصرفاته وإدمانه للكوكايين ثم تعافيه، وكرهه للفيفا، إلى جانب مواقفه الرياضية والسياسية التى جعلت له قدسية ببلاده لدرجة وصلت إلى إنشاء كنيسة خاصة به.