جاء قرار لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب، برفع الضريبة على السجائر، بمثابة مفترق طرق للعديد من المدخنين، حيث لجأ البعض منهم للبحث عن أى وسيلة للإقلاع عن تلك العادة السيئة وكانت أبرز تلك الوسائل هى «السيجارة الإلكترونية». ورغم أن انتشار «السيجارة الإلكترونية» ظاهرة جديده على المجتمع فإنها حظيت بإقبال عال جداً خلال الأسابيع القليلة الماضية حسب تأكيدات مروجيها، وقال أحدهم إنه استطاع الشهر الماضى بيع كمية كبيرة جدا منها، موضحا أن سبب ارتفاع أسعار السجائر كان أبرز العوامل التى أدت لزيادة الإقبال عليها. وأضاف أنها بديل للسيجارة التقليدية المضرة بالصحة والبيئة، لكونها غير مضرة بالصحة رغم أنها تحتوى على النيكوتين الذى يستنشقه المدخن بتوصيل بخار ممزوج بالنيكوتين ولكن دون «تبغ أو دخان أو قطران أو أول أكسيد الكربون، بالإضافة لكونها آمنه تماما على المحيطين أى ليس هناك تدخين سلبى وكل ما يصدر عنها بخار من الماء الساخن فقط». وأوضح أن السيجارة الإلكترونية عبارة عن أسطوانة فى شكل سيجارة مصنوعة من المعدن المقاوم للصدأ، مزوده بخزان يحتوى على الماء العادى، ومادة النيكوتين التى تختلف نسبتها على حسب المدخن تبدأ من 0.9 مج وتصل حتى 0.0 مج حتى يقلع المدخن عنها، وكل ما فى الأمر أن البطارية تعمل على تسخين سائل النيكوتين العادى أو الممزوج ببعض النكهات المختلفة للفواكه مما يسمح بانبعاث بخار يتم استنشاقه ليخزن فى الرئتين. وحول أسعار هذه السجائر قال محمد عبدالله، صاحب مكتبة، وبائع للسيجارة الإلكترونية، إن هناك أنواعاً متعددة بدأت تنتشر فى السوق ولكن أبرزها وأكثرها انتشاراً «الإنجليزى، والصينى» ويبلغ ثمن الطاقم الواحد الذى يتكون من بطارية وعدة فلاتر، وشاحن USB، حوالى 350 جنيهاً للصينى، و500 للانجليزى، مؤكدا أنها تعد وسيلة فعالة جدا للمساعدة على الإقلاع عن التدخين، وليس لها أى أضرار صحية، وهناك أيضا سيجار إلكترونى، وغليون إلكترونى ويتبقى فقط الشيشة الإلكترونية. وعن تأثير تلك الأنواع من السجائر يوضح الدكتور أحمد هانى، استشارى الصدر والحساسية، أن طبيعة السيجارة الإلكترونية تعمل على إشباع مدخنها بالنيكوتين فقط دون خروج دخان منها، مؤكدا أن انتشارها منذ فترة بسيطة فى الأسواق قد يتسبب فى خطورته على مدخنيها خاصة أن الفلتر فيها «يسخن بشدة» مما قد يتسبب فى تورم الشفاة. وحذر «هانى» من خطورة تعاطى مثل تلك الأنواع من السجائر خاصة أنها مجهولة المصدر وغير مصرح بها من أى جهة صحية أو رقابية على الإطلاق، موضحا أنها لم ولن تكون عاملاً فعالاً فى إقلاع بعض المدخنين عن التدخين الأصلى ولكنها قد تكون نوعاً من «الترفيه»، وأوضح: «لأنها غالية ما حدش هايشتريها إلا الناس اللى معاهم فلوس وغاويين منظرة». وأشار إلى أن هناك تأكيدات من منظمة الصحة العالمية بأنه لم يثبت لديها أن تلك الأنواع من السجائر وسيلة ناجحة للتوقف عن التدخين، ولم يتم التوصل لأى إثباتات علمية تسمح باعتبارها ناجحة وخالية من المخاطر لذلك تحذر منها بشدة حتى يتم التأكد من أثرها الصحى على الإنسان، بالإضافة إلى أن هناك العديد من الدول خاصة العربية منعت تداولها فى الأسواق وحذرت من استخدامها نهائيا .
