سمير غريب: معظم المحافظات «مش فاهمة يعنى إيه تنسيق حضارى»

أكد سمير غريب، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، أن هناك محافظات تتعاون مع الجهاز وأخرى لا تتعاون، فغالبية المحافظات لا تتفهم دور الجهاز وأهميته.
وأوضح، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن الجهاز لديه مشروعات خاصة بالتنسيق الحضارى من الإسكندرية وحتى أسوان ولكن لا يعلم الإعلام عنها كثيراً، مشيراً إلى أنه دون تعاون المحافظات والمحليات لن يستطيع الجهاز أن يحقق مشروعاته.
وأشار إلى أن الإدارة المحلية هى المسؤولة عن تنفيذ القانون بإصدار التراخيص اللازمة، ولذلك بدأنا فى تدريب العاملين فى الإدارات المحلية ذات العلاقة بالتنسيق الحضارى لمدة أسبوع من كل شهر وفق اتفاقية بين الجهاز واللواء عبدالسلام المحجوب، وزير التنمية المحلية.
وأضاف «غريب» أن أبرز المشاكل التى تعوق الجهاز عن تنفيذ مشروعاته هى التمويل، موضحاً أن هناك العديد من المشروعات فى كل المحافظات ولكن عدم وجود موارد مالية يعوق التنفيذ، والتمويل يتم إما من ميزانية الجهاز أو ميزانية المحافظة أو بميزانية مشتركة، وميزانية الجهاز لا تكفى لتنفيذ جميع المشروعات على مستوى جميع محافظات الجمهورية.
وتابع: لابد من طرح وإيجاد طرق بديلة للتمويل قد تكون بتعاون من دول عربية أو أجنبية أو مساهمات من رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدنى، ولكن كل هذا يحتاج آليات للتنفيذ فمثلاً صيانة وترميم المبانى الأثرية فى القاهرة مثل القاهرة الخديوية وجاردن سيتى والزمالك والروضة يحتاجان تمويلاً كبيراً وقد تحمل الجهاز تكلفة المرحلة الأولى من ترميم القاهرة الخديوية فى حين استطاع عبدالعظيم وزير، محافظ القاهرة، تدبير تمويل المرحلتين الثانية والثالثة، واستطاعت الوزيرة فايزة أبوالنجا إيجاد موارد مالية لنفس المشروع.
وأكد أن أبرز مشروعات الجهاز فيما يخص التنسيق الحضارى متمثل فى القاهرة خاصة مشروع القاهرة الخديوية بشارعى قصر النيل وطلعت حرب بالإضافة إلى منطقة سور مجرى العيون، واستطرد: نفخر بما أنجزناه فى مدينة دمنهور بميدان الساعة سابقا ميدان الجمهورية حالياً الذى تطل عليه دار الأوبرا بدمنهور والمكتبة العامة، فقد تم تنسيق حضارى للميدان وللمبانى وأحدثنا فرقاً كبيراً جداً لدرجة تصوير الميدان على كارت تهنئة بالعام الجديد.
وأشار إلى العديد من المشاريع بمدينة شبين الكوم بالمنوفية ودمياط ورأس البر وكذلك جار تنفيذ العديد من المشروعات فى ميدان أحمد عرابى بشبرا والمرحلة الثانية من سور مجرى العيون وشارع قصر النيل، وجار حالياً طرح مسابقة لإعادة تأهيل مبنى صيدناوى الخازندار والتنسيق الحضارى لميدان الخازندار بحى الموسكى.
وأضاف: لا نغفل الدور الذى يقوم به المرصد الحضارى فى رصد وتسجيل التغيرات الإيجابية والسلبية التى تحدث فى العمران المصرى وتحديد الممارسات الإيجابية التى تساهم فى الارتقاء بالعمران المصرى واتخاذ القرارات العاجلة فى مواجهة المشكلات عند ظهورها ووقف أى انحراف يؤدى إلى تدهور حالة العمران والتشوه البصرى وتفعيل دور المجتمع فى المتابعة والمراقبة للسيطرة على مشكلات العمران.
وأشاد «غريب» بدور محافظ الإسكندرية عادل لبيب، موضحاً أن الإسكندرية أول محافظة أزالت الإعلانات من فوق أسطح المبانى، التى تعد الحرب الشرسة بين الجهاز وفوضى الإعلانات التى حولت كل شبر فى مصر إلى مسخ إعلانى طغى على العمران والمعمار وهذا لا يحدث فى أى دولة فى العالم.
وأضاف: وفقاً لقانون الجهاز يجب أخذ رأى الجهاز قبل تنفيذ أعمال الفن العام فى الفراغات العمرانية مثل التماثيل التى توضع فى الميادين أو الجداريات أو النوافير وأقواس مداخل المدن وغيرها، والجهاز يقوم حالياً بالمعاينة والتصوير من أجل الارتقاء بأعمال الفن العام وتطبيق أسس التنسيق الحضارى.
ولفت إلى أننا نحتاج لنشر الوعى بالتنسيق الحضارى وأهميته، موضحاً أن وزارة الثقافة وقعت اتفاقية تعاون مع وزارة التربية والتعليم لإعادة تدريس الفنون فى المدارس حتى يكبر النشء على تذوق الفن وتقدير الجمال فى المعمار والعمران.
وناشد أنس الفقى، وزير الإعلام، لحث التليفزيون على إنتاج برنامج يومى مجانى مدته 10 دقائق لتوعية الجماهير بقيمة التنسيق الحضارى وحتى يشارك الجميع فى تجميل بلده فكل منطقة فى مصر بها مكان مميز وتراثى يجب حمايته حتى وإن كانت منطقة شعبية.
وأكد أنه بالرغم من تبعية الجهاز لوزارة الثقافة وأن منشئه هو الفنان فاروق حسنى، فإن استمرار عمل الجهاز ضرورة قومية مرتبطة بالفكر وليس بالشخص من أجل تحقيق القيم الجمالية فى الفراغ العمرانى.
وأضاف: رغم إنجازات الجهاز فى التنسيق العمرانى المصرى فإننى لا أصل لمرحلة الرضا حتى لا أتوقف عن الأداء خاصة وأننا نواجه العديد من الصعوبات مثل التمويل وعدم تعاون المحليات والأهم من ذلك نقص الكفاءات البشرية، فسوق العمل المصرية فى تدهور مستمر بدءاً من السائق ونهاية بأستاذ الجامعة.
وتابع: المواطن المصرى الذى بنى بلده وشارك فى بناء دول الخليج تراجعت كفاءته وقيمته وأداؤه وسعره أيضاً، وأصبح غير مرحب به فى الخارج قبل الداخل وتتم الاستعانة بعمالة من جنوب شرق آسيا تنجز ضعف العمل وتحصل على نصف الأجر، ولذلك فنحن نحتاج لتطوير الإمكانيات حتى نستطيع النجاح فى جميع المجالات وليس التنسيق الحضارى فقط.