بعد أن هدأت الأوضاع نسبيا، عاد المشهد السياسى فى قرغيزستان ليشتعل مرة أخرى إثر مقتل 17 شخصا وإصابة أكثر من 200 آخرين بجروح فى مواجهات «إثنية» اندلعت مساء أمس الأول فى «أوش» جنوب البلاد (معقل الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف). وتخلل المواجهات تبادل لإطلاق النار بين مجموعات من الشبان فى أوش والمناطق المحيطة بها مثل كاراسو وأرافان وأوزغين وفقا لما أعلنه المتحدث باسم الحكومة المؤقتة فريد نيازوف، فيما فرضت السلطات حالة الطوارئ فى المدينة وأقاليمها حتى 20 يونيو الجارى بالإضافة إلى فرض حظر للتجول يوميا بين الساعة الثامنة مساء والسادسة صباحا. وذكر شاهد عيان أنه رأى حوالى 7 مركبات مدرعة تسير فى أحد الشوارع فى وسط المدينة واشتعلت النيران فى بضع سيارات منها سيارة للشرطة، وتعرضت بعض المتاجر للنهب والسرقة، بينما تجمعت مجموعات من الشبان فى مناطق مختلفة من المدينة. من جانبها، أكدت رئيسة الحكومة المؤقتة روزا أوتونباييفا أن السلطة الحاكمة فى البلاد «ستستخدم كل الموارد المتاحة لها وهى على ثقة بأن أمن المواطنين سيُصان»، مشيرة إلى أن التوتر ارتفع منذ عدة أسابيع بين القرغيزيين وأبناء الجالية الأوزبكية فى جنوب البلاد، وأضافت أوتونباييفا أن بلادها وجدت نفسها مجددا فى وضع تحتاج فيه إلى الحكمة والقدرة على حل النزاعات بطريقة سلمية عبر التفاوض والمصالحة. وجاءت المواجهات الأخيرة نتيجة مشادة «ذات طابع إثنى» بين قرغيزيين وأوزبك أدت إلى إشعال فتيل هذه التوترات فى أوش بينما اعتقلت وزارة الداخلية 5 أشخاص يشتبه فى أنهم وراء أعمال العنف. ومنذ انقلاب أبريل الماضى الذى أوقع 87 قتيلا وأرغم الرئيس كرمان بك باكييف على الفرار، يحذر العديد من المسؤولين القرغيزيين والأجانب على حد سواء من خطر الانزلاق إلى حرب أهلية فى هذه الدولة الاستراتيجية التى تتنازعها منافسات إثنية وتوترات بين الشمال والجنوب. كان أنصار باكييف فور الإطاحة بالأخير أعلنوا تشكيل ما سموه «حكومة الشعب».