بميزانية تجاوزت 200 ألف جنيه وفريق كبير من الباحثين والمعدين وفنيى إنتاج وإضاءة، صور المخرج فوزى صالح خلال 45 يوماً فيلمه التسجيلى «جلد حى»، الذى يرصد خلال 52 دقيقة هى مدة عرضه المخاطر التى يتعرض لها الأطفال العاملين فى مدابغ الجلود بسبب تعرضهم لمواد كيماوية ضاره تصيبهم بأمراض صدرية وتجعلهم عرضة لتشوهات جلدية، وكيف يتحملون كل هذا من أجل حفنة قليلة من الجنيهات يواجهون بها الفقر فى الوقت الذى تنتهك طفولتهم دون أن يدروا. فوزى صالح الذى تخرج فى المعهد العالى للسينما العام الحالى 2010 تحدث عن تجربته «جلد حى» فقال: منذ يوليو 2009 بدأنا العمل فى البحث والإعداد لهذا الفيلم، وكان يفترض أن نبدأ تصويره فى يناير الماضى لكن مشكلتنا كانت ارتفاع ميزانيته وعدم وجود ممول، حتى تحمس له الفنان محمود حميدة، صاحب شركة البطريق للإنتاج الفنى وتبنى مسألة إنتاجه وبدأنا تصويره أول أبريل الماضى، ومن حسن حظنا حصول هذا الفيلم على منحة قدرها 10 آلاف دولار من الصندوق العربى للثقافة والفنون بالتعاون مع معهد صن دانز للأفلام الوثائقية. أضاف صالح: اعتزازنا- كفريق عمل- بتلك المنحة سببه أن الجهة المانحة لا تختار إلا الأعمال الجيدة من وجهة نظرهم، وكل الأعمال التى منحوها دعماً هذا العام- بحسب موقعها الإلكترونى- لأشخاص لهم ثقلهم الفنى، ومنهم السورى عمر أميرالاى (سبق أن عمل معه يسرى نصرالله، كمساعد مخرج) واللبنانى أكرم زعترى والفلسطينية ديما أبوغوش. وعن أسباب ارتفاع تكلفة الفيلم قال صالح: نحن فريق عمل كبير مكون من باحثين ومعدين وفنيى إضاءة وإدارة إنتاج ومهندس صوت وفنيى كاميرات، والأجور وحدها التهمت نصف الميزانية تقريباً، كما أن أماكن تصوير الفيلم كانت متعددة وبعضها كان صعب التصوير به، فنحن صورنا- على سبيل المثال- يوماً كاملاً فى مولدالحسين، وتعدد أماكن التصوير يرفع التكلفة بلا شك. وعن صعوبات التصوير فى المدابغ قال صالح: مشكلتنا الوحيدة كانت فى الاعتقاد السائد لدى معظم الناس بخصوص تصوير هؤلاء الأطفال، فغالبية الناس تعتقد أن كل من يحمل كاميرا ويصور هؤلاء الأطفال هو شخص مأجور يستهدف سمعة مصر، وهذا غير حقيقى طبعاً فنحن نحب هذا البلد، وانطلاقاً من حبنا له نكافح عمالة الأطفال بطريقتنا كسينمائيين كما أن القانون نفسه يجرم عمالة الأطفال. أضاف صالح: «لم نواجه صعوبات من مسؤولى تلك المدابغ، لأننى تربطنى علاقات مع معظمهم منذ فترة قبل أن أفكر فى عمل الفيلم، كما أننى اتخذت الإجراءات القانونية اللازمة للتصوير من تصاريح وخلافه». أشار صالح إلى أنه حكى خلال فيلمه مجموعة حكايات لهؤلاء الأطفال، بعد أن اختار فريق إعداد الفيلم 40 طفلاً ثم اخترت منهم 9 أطفال، وحددت 3 شخصيات رئيسية منهم وال6 الباقين يظهرون كشخصيات ثانوية طوال مدة عرض الفيلم، كما ركزت على إظهار المأساة فى حياتهم، وما يتعرضون له من مخاطر أثناء عملهم فى مكان يوجد به ماء نار وجير حى و«أجزا» ومواد أخرى لها أضرار كيماوية بالغة، والأكبر من هذا كله أنهم غير مؤمن عليهم، وبالتالى يعالج أى مصاب منهم على نفقته الخاصة دون أى دعم من المدبغ الذى يعمل فيه. أشار صالح إلى أنه تلقى عرضاً لشراء الفيلم لكنه والمنتج محمود حميدة رفضا بيعه لأنهما نفذاه لغرض فنى واعتبراه غير هادف للربح، كما تلقى دعوات من عدة مهرجانات للمشاركة بفيلمه، أهمها مهرجان الفيلم العربى بواشنطن.