مطبوعات جهاز شؤون البيئة ووزارة البيئة بمصر تشمل المعلومات التالية: إن الأنظمة البيئية والموائل من جانب والكائنات الحية من جانب آخر تستحق الصون والحماية. وأعمال الحماية لكل من الجانبين فى مصر بصفة خاصة تتخذ صفة الضرورة القصوى، وذلك لأن الأنواع ليست وفيرة ولأن معظم أنحاء مصر تتسم بشدة الجفاف، وهو ما دفع الحكومة المصرية لإصدار عدة قوانين خاصة بحماية البيئة، أولها صدر عام ألف وتسعمائة وثلاثة وثمانين وهو رقم 102 تلته عدة قوانين تشمل التجريم وعقوبات رادعة كما تشمل إنشاء جهاز لحماية البيئة يتبع رئيس الوزراء ويسمى جهاز شؤون البيئة، كما وقعت مصر اتفاقيات ومعاهدات دولية ملزمة بحماية التنوع الإحيائى على أراضيها وذلك بترسيخ شبكة من المحميات الطبيعية تمثل خير تمثيل كل الأنظمة البيئية بمصر وتهدف إلى صون التنوع الإحيائى ودوام التراث الطبيعى، على أن تعلن اثنان وأربعون محمية طبيعية بنهاية عام ألفين وسبعة عشرة، تغطى حوالى عشرين فى المائة من الأراضى المصرية، وأهم المحميات المعلنة هى محمية علبة، التى أصدر رئيس مجلس الوزراء عام 1986 قراره باعتبار قطاع علبة محمية طبيعية، وهى الواقعة أقصى جنوب شرق مصر على حدود السودان وسواحل البحر الأحمر ومساحتها خمسة وثلاثون ألفاً وستمائة كيلومتر مربع، شاملة عدد اثنين وعشرين جزيرة بالمياه الإقليمية، وهى دون منازع أغنى محميات مصر الطبيعية من جميع الأوجه، فجبالها الجرانيتية يبلغ ارتفاعها كيلومتراً وأربعمائة وأربعين متراً ومنها جبل الغرايد وجبل شنديب، اللذان تنتشر عليهما نباتات نادرة حوالى الخمسمائة نوع، منها شجرة الأنبط، التى تنمو بمرتفعات هذه الجبال وطولها خمسة أمتار، وهى مهددة بالانقراض والعديد من النباتات الطبية المهمة، كما ينتشر بهذه المحمية أكبر تجمع كائنات متنوعة على أرض مصر، منها أنواع لا وجود لها إلا بهذه المحمية، مثل قطعان الجحش البرى وقطعان الكباش المغربية والوعل النوبى وقطعان الظربان الأفريقية والغزال المصرى، كما يوجد بها نمور وقط الرمال والضبع المصرى، وهى موطن لطائر الأبيس وحجل الصخر والنسر الأذون والسد النوبى، وهو طائر ليلى، كما تضم تنوعاً من الزواحف مثل حردون البحر الأحمر ذى الألوان الزاهية وحيات الرقطاء، للأسف اليوم ما يحدث لهذا الكنز المصرى الرائع لشىء محزن ويناقض تماماً قرارات الدولة وسيادتها ويجرنا لهوية غير حضارية وسيحاسبنا عليها أحفادنا وأجيال المستقبل، وحتى لا تتكرر مذبحة الغزلان التى حدثت منذ أربع سنوات بالساحل الشمالى الغربى لمصر، حيث قتل صيادون عرب اثنين وأربعين غزالاً مصرياً مهددة بالانقراض فى رحلة واحدة. أسجل ما بلغنى من عدد من أبناء قبائل البشارية والعبابدة، الذين تشرفت بمعرفتهم من خلال فعاليات مهرجانات شخصيات مصرية السنوية، المنفذة عن طريق جمعيات أهلية ونشطاء بيئيين، فاليوم وأقصد نهاية شهر مايو من عام ألفين وعشرة تسلل لهذه المحمية من غربها عدد من الصيادين العرب بسيارات دفع رباعى حديثة عدة مرات من أسوان ومعهم دليل مصرى وقاموا بقتل عدد من الغزلان والكباش وتركوا آثار جريمتهم واضحة كالشمس فى عدة مواقع وسط المحمية، ومنها فوارغ طلقات الرصاص والخرطوش وعظام الكائنات المصرية المهددة، التى التهموها أثناء تنفيذهم جريمتهم، والتى تحدوا فيها قوانين وسيادة مصر، علماً بأنهم لا يجرؤون على تنفيذ هذه الجرائم ببلادهم، خوفاً من العقاب الصارم، كما تزحف ببطء وثقة تامة شركات المحاجر والمناجم ووصلت فعلاً للحدود الشمالية للمحمية، وواضح كالشمس ما سيلى ذلك من تدمير لموائل كائنات هذه المحمية، كما حدث من كارثة انتشار المناجم والمحاجر بمحمية وادى العلاقى، أيضاً تم إخطارى بأنه لا وجود لدوريات مستديمة ومنظمة لكشافة البيئة بسلطاتهم القانونية بسيارات الدفع الرباعى داخل هذه المحمية، التى أكرر أنها أغنى محمياتنا، من حيث التنوع الحياتى والجمال الطبيعى وآخر مساحة فى مصر صامدة بهذا الكم الهائل من كائنات الله، إذا استمر هذا التجاهل وهذا التناقض فوداعاً لأجمل بقعة على أرض مصر.. حسبى الله ونعم الوكيل. مستشار وزير السياحة لشؤون البيئة