كشف النائبان محمد البلتاجى وحازم فاروق، المشاركان فى قافلة أسطول الحرية، عن تفاصيل جديدة، حول الأحداث الدموية التى تعرضت لها القافلة على أيدى الصهاينة. وقالا: ليلة الهجوم على أسطول الحرية سعمنا أصوات المروحيات فوق رؤوسنا، واعتقدنا أنها عمليات مراقبة، واستمر الأمر لأكثر من 5 ساعات، وأثناء أداء صلاة الفجر، فوجئنا بصرخات النساء والأطفال وفزع الرجال أعلى السفينة، أسرعنا لنشاهد العشرات من الإسرائيليين يهبطون من مروحيات، ويصوبون أسحلتهم تجاه الركاب. وانهالوا ضرباً على الجميع، ومن بينهم كبار السن والسيدات، وأصابوا ناشطين حقوقيون بصدمات كهربائية، بعد أن قطعوا أسلاك الكاميرات الموجودة على أعمدة السفينة، وجمعوا مندوبى وسائل الإعلام فى إحدى الغرف، واستولوا على الكاميرات التليفزيونية، وبعدها أحضروا الكلاب البوليسية وفتشوا السفن ولم يعثروا سوى على المساعدات الإنسانية. بعد دقائق هدأ الركاب، ولم يهتموا بالجنود الذين احتلوا السفينة مما أفزع الإسرائيليين، خاصة بعد أن رفض الركاب وضع أيديهم فهم رؤوسهم، فاستعانوا بفريق من الكومندوز، وهم أشخاص مدججون بالأسلحة، وبدأوا فى الضرب العشوائى وأسقطوا القتلى والجرحى، وخرجنا من أسفل لنقل الجرحى وعلاجهم، إلا أن الإسرائيليين أسرعوا وصوبوا الأسلحة تجاهنا، وطلبوا من السيدات أن يتولين نقلهم. خرج قائد السفينة ورئيس الإغاثة التركى، وتحدث ب4 لغات، العربية والعبرية والتركية والإنجليزية، مؤكداً أنه لا توجد أى مقاومة، إلا أن أحداً لم يهتم بكلامه، وواصلوا ضربهم، لدرجة أنهم كانوا يصوبون أسلحتهم ويطلقون النار فى المصابين الذين لم يموتوا بعد، لم نجد أمامنا إلا علب الكولا والمناديل للدفاع بها عن أنفسنا، هكذا كنا نقاوم، والأسلحة التى قالوا إننا كنا نقاوم بها، كانت سكاكين ومعالق بلاستيكية للأكل. ويضيف حازم: لم يكن هذا المشهد أفظع من لحظة تصويب شرطى إسرائيلى السلاح على عين طفلة رضيعة عبر شعاع أخضر يخرج من السلاح وكان يتحرك على جبتها، مما دفع الأم إلى الصراخ وأخفت ابنتها فى ملابسها. وحاول عدد من الركاب التدخل لحماية الرضيعة، فانهال الإسرائيليون عليهم بالضرب. وتابع: استمر هذا المشهد لأكثر من 6 ساعات وحينما سطعت الشمس وأوجعت حراراتها المصابين، حاولنا إقناعهم بنقلهم لعلاجهم، إلا أنهم رفضوا وتركوهم تحت الشمس حتى لقوا حتفهم، ووصلت درجة الوحشية بهم إلى تقييد الجميع بمن فيهم المصابون. نزلت وصديقى ونقلانا إلى وزارة الداخلية الإسرائيلية، وهناك بدأت محققة فى استجوابنا، سألتنا عن سبب قدومنا إلى إسرائيل، فرددنا عليها «أنتم الذين قمتم بعملية قرصنة» وسألت: لماذا كنتم متجهين إلى غزة، فكان الرد واحداً «ليس لكم شأن بهذا»، بعدها تم تسليمنا إلى القنصل المصرى، الذى نقلنا إلى طابا بملابسنا المنزلية، واتصل الدكتور فتحى سرور بنا.