عيد الميلاد المجيد

ميلاده البداية الحقيقية للدنيا والحياة. البداية الحقيقية للمحبة والسلام، نشر المحبة والعطف والسلم بين الناس، إنه سيدنا المسيح «عيسى بن مريم» العظمة الإلهية الحقيقية المدركة لنا، الذى يحتفل بميلاده شعب مصر كله. فليكون لنا «مسلمون ومسيحيون» عظة وموعظة من ميلاده وفاعلية فى حياتنا الآن من إيمان وفضيلة ومحبة وتسامح..
وبهذه المناسبة الكريمة لابد أن نذكر ونقول إن الإسلام والمسيحية، جاءا للهداية، لأن الإيمان بالله الواحد يشكل جامعاً لكل المؤمنين مسلمين ومسيحيين، فنحن جميعاً نتجه إلى الله لذاته وابتغاء مرضاته لكى تتطهر نفوسنا بحق هذا اللقاء المهوب بجلاله هو شامل الكون والبشرية كلها بعدله..
لا لكى نضف إلى النصارى واحداً أو نضف إلى أمة الإسلام آخر فالعبرة ليست بالمسميات مسلم أو مسيحى، العبرة هى باتجاه القلب والنفس والعقل نحو الله... إن المتعصب لدينه ولا يعترف بآخرين يختلفون عنه فى الدين يرتكب الخطايا أمام خالقه، لأنه اعترض على حكمة الله فى خلقه، ونعلم جميعاً أن الأديان بحد ذاتها لا تتنافس، لأنها محكومة بعقائد إلهية بل إن المتنافسين هم أتباع الأديان، وأتباع أى دين لا يجوز لهم أن يفرضوا نظرة دينهم على الآخر المختلف لأن الله خلقنا جميعاً ونوره ورحمته فوق الجميع.. ولو استطاع أنبياء الله لجعلوا الخلق جميعاً على الدين الذى بعثوا من أجله، ولكن حكمة ربكم يا خلق الله.
إن الله بعث الأنبياء وأنزل الأديان ليوضح للناس فضائل الأمور والأخلاق الحميدة للإنسانية لتعينهم فى الدنيا والآخرة، وما يجب أن يكون عليه الإنسان الفاضل بما يطبقه فى حياته، لذلك أصبحت حياة الأنبياء مثلاً عليا وأسوة حسنة لمن عاشروهم ولمن أتوا من بعدهم من أجيال.. فمن يُرد البناء لنفسه وبلده لابد أن يكون ملماً بكل ما يتعلق به البناء، وكل ما يحتاجه البناء من محبة وتسامح وعطف وعمل وعلم واجتهاد،
حتى نبنى مجتمعاً أخلاقياً يتوافر فيه ما كان موجوداً فى أنبياء الله جميعاً وأهل الرسالات السماوية وتتحقق قابلية أى إنسان للتقوى حتى تنعدم قابليته للفساد، وذلك حتى يمكن النهوض بمجتمعه وبلده، فدعواتنا جميعاً بهذه المناسبة السعيدة أن يمنحنا الله الاستنارة ويرشدنا إلى سواء السبيل، ونستعن بالله دائماً فى كل عمل سنقوم به ونقول «بسم الله» الاسم الجامع لكل الصفات الإلهية.