«باتريك سيل»: الإرهاق يظهر على نظام مبارك.. والرئيس القادم يواجه «مئات التحديات»

قال المؤرخ البريطانى باتريك سيل، خبير شؤون الشرق الأوسط، إن جميع المؤشرات توحى بأن مصر تتجه إلى ثورة شعبية، مؤكدا أن من يحكمها فى الفترة المقبلة سوف يواجه مئات التحديات.
وأضاف سيل، فى مقال له نشره كل من موقع «جولف نيوز» أمس ونقلته صحيفة «طهران تايمز» الإيرانية، أن الرئيس مبارك البالغ من العمر 82 عاماً، تجاوز الثلاثة عقود فى الحكم، منبهاً إلى أن مصر صارت فى قبضة «هواجس وطنية» بسبب مشكلة الخلافة. وتساءل سيل: «من سيقود مصر فى المرحلة المقبلة من تاريخها؟» ، قائلا إن هناك «علامات إرهاق لا جدال فيها» ظهرت على نظام مبارك، مردفا بسؤال آخر: «إذا لم يرغب (مبارك) فى الترشح مرة أخرى، فمن الذى يأتى خلفا له؟».
ووصف سيل الدكتور محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه «غريب عن البلاد»، وتسببت عودته إلى مصر ومؤازرته الديمقراطية واحتمال ترشحه لمنصب الرئاسة، فى قدر كبير من «الإثارة» بين المفكرين. ونبه المؤرخ البريطانى إلى أن كلا من البرادعى وجمال مبارك لديهما نقاط ضعف وكليهما لا يحظى بسمات «البطل القومى»،
موضحا أن جمال صانع سياسة رفيع المستوى، وشخصية نافذة فى الدوائر المالية المصرية، ولكنه «يفتقر إلى الكاريزما»، فى حين أن البرادعى لن يتمكن من الترشح إلا إذا قام مبارك بتعديل الدستور كى يسمح لمرشح مستقل غير حزبى بالتنافس، وهو «لا يبدى أى بادرة على فعل ذلك».
وأكد سيل أن القيادة الجديدة فى القاهرة ستحتاج لإعادة تأكيد نفسها كى تواجه التحديات الجديدة، موضحا أن القيادة الإقليمية ذهبت إلى قوى غير عربية تتمثل فى إيران وتركيا، فى حين أن إسرائيل التى يحكمها أيديولوجيون تعيش فى مناخ يدعو إلى الحرب التى قد تغوص فيها المنطقة، بينما تتصاعد المشاكل على النيل التى تطالب دول المنبع بحصة أكبر من المياه «الثمينة» التى تشكل شريان الحياه لمصر.
وأكد سيل أن مشكلات مصر اقتصادية واجتماعية بقدر ما هى سياسية، مشيرا إلى أنها تكافح من أجل سد احتياجات القطاع الأكبر من الشعب الذى يعانى «فقراً مدقعاً».
ونبه سيل إلى أن بعض المراقبين يذهبون بعيدا فى توقعهم بأن مصر تتحرك نحو وضع يتمثل فى «الثورة الشعبية». وأشار إلى أن أنصار مبارك يتمسكون برأيهم، بأنه هو «الحاجز الوحيد» أمام «فوضى ثورية»، مستدركاً أن هناك دليلاً يوحى بأن تحالف الرئيس مع الطبقة العاملة - والذى حال دون الاحتجاج لعدة سنوات - يوشك على الوصول فى الوقت الراهن إلى نقطة الانفصال.