على إيقاع المشهد الإقليمى المتمايل فى كل الاتجاهات، تجد هناك حالة من القلق مفتوحة على عدة احتمالات.. جعلت التجمد النسبى فى المنطقة العربية فى داخل ثلاجة الانتظار. ■ هل هناك سلام فى المدى القريب أم لن يخرج عن نطاق الجهود والكلام والوعود؟!! ■ وهل هناك تجمد لتهويد القدس بالفعل أم هى ورقة تظهر وتنفذ ربما فى الخفاء ثم تهدأ وتؤجل لعدة شهور أو سنوات؟!! ■ هل العقوبات على إيران التى سيتم إقرارها خلال هذا الشهر ستكون كافية للمناورة والرد على طهران فى اتفاقها المدروس بدقة فى توقيته مع البرازيل وتركيا، لكسب الوقت وقطع الطريق على التصعيد ضدها؟!! ■ هناك زيادة للنفوذ الإيرانى فى العراق ولبنان قيدت جهود التحرك فى السيادة والاستقرار، كما أن هناك تغلغلاً فى البحرين واليمن وجزر الإمارات، ووصل حتى جزر القمر، مما سمح لها بفرض توازنات جديدة وإرساء معادلات مختلفة فى حالة التسوية مع إيران. ■ وهناك خلايا نامية إيرانية فى دول الخليج للتجسس والتخريب، مدربة من الحرس الثورى الإيرانى، مما يجعل البعض يفكر فى استخدام ورقة التلويح بالمعارضين. ■ ومازالت سوريا مستمرة فى خرق السيادة والقرار فى لبنان ودعم حزب الله وحماس والقاعدة وغيرها من المنظمات.. وهذا ما لا تستطيع إخفاءه وتعلن عنه تحت مظلة المساهمة لصد العدوان. ■ أما حزب الله وحماس فهما فى حالة تهدئة مدروسة واعية وواضحة، فى الخطاب والتصريحات مع التهديدات المبطنة فى ضرب البحر المتوسط إذا حاولت إسرائيل ضرب لبنان، مما يعنى تهديداً غير مباشر لعدد من الدول العربية والأوروبية.. فكل شىء مرهون بما سيؤول إليه الملف النووى الإيرانى.. وهذا يخيف السُّنة والمسيحيين المعتدلين فى المنطقة. ■ وهناك محاولات لتحسين الصورة لحزب الله فى الداخل والخارج، كأسلوب الغزل السياسى مع حكومة الحريرى وذلك لشراء الوقت حتى تخرج المحكمة خلال الشهور المقبلة. ■ المعلن حتى الآن من مؤشرات فى اتهام عدة عناصر من حزب الله بتورطها فى عملية اغتيال الحريرى احتمال وارد، وربما يكون الرد عليه إما حرباً على الحكومة وأهل بيروت، كما حدث فى 7 مايو 2008، أو احتمال خلط الأوراق والتصعيد لفتح باب حرب مع إسرائيل، وبذلك يتم التشويش ولفت الأنظار لبطولاته ضد إسرائيل، متناسياً مدى الكلفة الإنسانية والاقتصادية وذلك كما حدث فى عام 2006، وقد قال بعدها أمين الحزب حسن نصر الله: «لو كنت أعلم مدى التكلفة ما كنت قمت بها». ■ الاحتمال الأخير المفروض والعاقل أن يرفع حزب الله الغطاء عن هذه العناصر ويعلن عدم معرفته بهذه المؤامرة.. ويجنب الجميع الاغتيال وإشعال الفتنة السنية الشيعية. ■ هناك من يحاول إخفاء تورطه فى جريمة الحريرى ونجح فى رفع كل دليل وهناك من نفذ وتورط بالقطع.. فى النهاية الحقيقة ستكون أمام حالتى إنكار وتأكيد، وعلى القضاء الدولى إثبات ذلك بالدليل القاطع حتى يضمن الشفافية والمصداقية ويرد على كل تشويه فى هذه المحاكمة الدولية للعدالة. ■ ومصر بإمكانها فى هذه الفترة استعادة نشاطها تحت كل الضغوط التى تمارس لتحجيمها، والمهم أن الرغبة العربية والدولية موجودة ونحن مؤمنون بقدرة مصر إذا أرادت أن تستعيد وتغير الأسلوب الاستراتيجى الذى اتخذته منذ سنوات «إبعد عن الشر وغنى له» فرفع اليد عن عدة ملفات جعلنا مستباحين للهجوم والتهاون بكرامتنا فى عدة مواقف واتفاقيات. ■ أظن أنه ثبت لأصحاب القرار أن القوة والهيبة للدولة خارجياً يجب علينا سرعة استعادتهما حتى يحترمنا الأفارقة والعرب قبل أن نطالب بها أوروبا والأمريكان. [email protected]