«مرة.. حلمت أننى أسير فى مسيرة كبيرة، وعرفت أن بيننا ميتاً نشيعه.. بكيت عليه قبل أن أعرفه.. صرخت مع الصارخين، وتبدل لون الفجر بلون الليل، ثم خيم الحزن علينا، نشرب فيه من كؤوس الصمت، وسألت نفسى عن هذا الميت، وتمنيت لو أعرفه. كنا نسير فى تثاقل، نترنح فى الطرقات، وفجأة وجدت نفسى فى المنتهى وحيداً، أسير خلف ميت مجهول الوجه والملامح، وأحسست بالرعب عندما فتحوا القبر ونزلوا به.. وازدادت رغبتى فى رؤيته، فنزلت خلفه، وكشفت عن وجهه، ولما انتبهت وجدتهم يغلقون القبر علينا». من أجواء قصة «مقطع من الصمت» للقاصة هدى توفيق، نشرتها ضمن أحدث مجموعاتها القصصية «مذاق الدهشة»، التى صدرت عن «دار شرقيات». المجموعة تحمل رقم 4 ضمن إبداعات هدى توفيق القصصية، فصدر لها من قبل «أن تصير رجلاً» (الهيئة العامة لقصور الثقافة)، وعن «عاقر وأحول» (مركز الحضارات المصرية) و«كهف البط»، (دار نشر الدار)».