جورج قرداحى: الإعلام العربى صورة لواقعنا المفكك

أكد الإعلامى جورج قرداحى أن الوضع الإعلامى العربى مفكك فى بعض الأحيان ويقترب من التفاهم أحيانا، كما أنه متنوع وليس له سياسة إعلامية واحدة ولا موقف إعلامى موحد.
ورفض قرداحى المقارنة بين القنوات الإخبارية العربية والأجنبية لأن كلا منها لها ما يميزها عن الأخرى، وقال إن إصلاح ومعالجة القضايا والمشكلات فى المنطقة العربية لن يتحقق إلا من خلال الوحدة العربية، وطالب بتوحيد الصفوف العربية وإنهاء الوضع العربى المتشرذم.
■ هل ترى أن الإعلام العربى أدى الدور المطلوب منه تجاه القضايا العربية؟
- الإعلام العربى ليس إعلاما موحدا، فهو صورة للواقع العربى المفكك فى بعض الأحيان، والذى يقترب من التفاهم أحيانا، فهناك إعلام له موقف من القضية الفلسطينية، وآخر له موقف من القضية العراقية، ولا شك فى أن هناك محاور من الاعتدال وأيضا محاور رفض، لذلك لا يمكن أن نتحدث عن إعلام عربى واحد فهو متنوع وليست له سياسة إعلامية واحدة ولا موقف إعلامى واحد.
■ ما الفرق بين القناتين العربيتين «الجزيرة» و»العربية» وقناة الBBC، وما الذى ينقصنا حتى نؤدى دورنا الإعلامى بالشكل المطلوب؟
- كل واحدة منها لها ما يميزها عن الأخرى، وأنا لا أحب المقارنات، وما ينقصنا نحن العرب وحدة الموقف، والاستراتيجية الواحدة فى مواجهة الحاضر والمستقبل.
■ ما المشكلات الموجودة فى المنطقة العربية، وما طرق علاجها؟
- المشكلات كثيرة، وحلها الوحيد الوحدة العربية، فطالما نحن غير متحدين سنبقى فى هذا الوضع الذى أصفه بالضعيف والمتشرذم.
■ ما رأيك فيمن يصنف العرب إلى مذاهب دينية لإحداث تفكك وفوضى فيما بينهم؟
- طوال عمرى، لم أسمع بأن هذا سنى وهذا شيعى، وكان العرب لا يميزون بين الشيعى والسنى والمسيحى، الآن ومنذ العدوان الإسرائيلى على لبنان عام 2006 بدأت هذه النغمة نسمعها فى الدول العربية، وهذا مؤسف للغاية، وأعتقد أن وراء هذه النغمة دعاية صهيونية الهدف منها تفرقة العرب، وينبغى على كل الشعوب العربية أن يكونوا حكماء، ولا يتركوا للفتنة مجالا كى تعبر إليهم لا من باب إيران ولا من باب إسرائيل ولا أى بلد آخر.
■ عاد الوئام بين اللبنانيين والسوريين، كيف ترى علاقتهما الآن وفى أى اتجاه تسير؟
- منذ بداية المشكلة، كنت من المنادين بعدم التسرع فى إطلاق الأحكام وعدم التعرض لسوريا لأننى أعتبر أن سوريا ولبنان بلدان فى جسد واحد لا يمكن أن نفرق بينهما لا فى الجغرافيا ولا فى التاريخ أو السياسة، وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريرى كنت أدعو إلى التصاريح الهادئة والحكيمة عندما يأتى الأمر إلى سوريا، لأن لبنان لا يتنفس إلا عبر سوريا، واليوم أنا سعيد لأن الأمور قد عادت إلى طبيعتها.
■ كيف تفسر زيارة سعد الحريرى إلى سوريا؟
- لا أستطيع أن أحكم على هذه الزيارة لأن سعد الدين الحريرى هو ابن الشهيد رفيق الحريرى ولا يحق لأحد أن يزايد عليه، وهو الذى كان يتهم سوريا بأنها تقف وراء اغتيال أبيه، وهو أيضا الذى تراجع عن هذا الاتهام، وزيارته معناها أنه قد لمس أن موقفه السابق كان مبنيا على خطأ وأن اتهاماته كانت فى غير محلها وأن سوريا ليست لها يد فى قتل والده، وإلا لما فعل، والذى يقول غير ذلك يحاول أن يزايد عليه فى دماء أبيه.
■ بم تفسر فعل الصحفى العراقى منتظر الزيدى، وهل هو اندفاع أم شجاعة؟
- هو عمل شجاع، تصور أن صحفيا فى مؤتمر عالمى يقذف رئيس أكبر دولة فى العالم بما لديها من جيوش وجبروت فى العراق بحذاءين، وهذا العمل له مبرراته، الناس فعلا قد تصل إلى حد اليأس لأن الاحتلال والظلم والإرهاب أوصلتهم إلى هذه المرحلة، ويجب أن تفهم الأمور من هذا المنطلق، فيجب ألا نلوم الضحايا، ولكن يجب أن نلوم الجلاد.
■ سمعنا أنك كنت مرشحا لتولى حقيبة الإعلام فى لبنان، هل هذا الخبر صحيح؟
- أنا لست طامحا فى أى منصب كان، وتشكيل الحكومة فى لبنان يأخذ وقتا طويلا وأنا حقيقة لا أرغب فى تولى أى مراكز حكومية تقيد عملى الإعلامى.
■ ماذا يمثل لك الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وهل توجد علاقة بينكما؟
- تشرفت بلقائه عدة مرات وأكن له كل احترام ومحبة وتقدير، وهو بطل من بلادى وأفتخر به وأعتز بكل الإنجازات التى تمت منذ قيام المقاومة فى لبنان وإلى اليوم، وما أنجزه حسن نصرالله إلى اليوم لم يتمكن أحد من إنجازه ضد العدو الإسرائيلى، فقد صنع البطولة لأبناء لبنان جميعا.