«السيد وزير الداخلية، تحية طيبة وبعد.. أعلم كم المسؤوليات التى على عاتقكم، وأعلم كيف تدور عجلة الأمن فى مصر، وكم هى مهمة لحفظ مصر.. لن أطيل عليك.. اسمى (جمال حسن على موسى 28 سنة)، المهنة جندى أول فى مديرية أمن البحر الأحمر.. الوضع الحالى: مصاب بشلل نصفى ومحل إقامتى سرير وغرفة ضيقة فى منزل والدى.. لا أستطيع أن أحكى لك حجم الآلام التى أعيشها ولا عن (التقرحات) الجلدية التى تظهر بوضوح على ظهرى وقدمى من قلة الحركة.. جروح كبيرة (مزعجة).. لا أتمنى أن تشاهدها حتى لا تصاب بمكروه، فأنا جندى فى الوزارة ولا يجب أن أزعج الوزير». بهذه الكلمات بدأ الشرطى رسالته التى أرسلها إلى وزير الداخلية، يروى له فيها مأساته، وأضاف: «سأروى لك (المأساة) من (أول السطر).. الساعة السادسة من صباح 7 سبتمبر 2009.. كنت برفقة الملازم أول (مصطفى السيد محمد) و4 من زملائى المجندين.. وانقلبت سيارة الشرطة أثناء أداء العمل بدائرة قسم شرطة الغردقة، والمحضر حرره المقدم (أحمد عاصم) فى السابعة وعشر دقائق صباحاً.. ولم أشعر بنفسى إلا فى المستشفى.. وعرفت أن اثنين من زملائى لقيا مصرعهما وأصيب الضابط والسائق بجروح خطيرة.. وكتب الأطباء فى ملفى: (اشتباه ما بعد الارتجاج وإصابة شديدة بالظهر، مما أدى إلى شلل بالنصف الأسفل».. من يومها وأنا أعيش فى (نار).. لم أعد أتحرك كما كنت.. أصبحت عاجزاً سيدى الوزير.. مقيداً فى سريرى، ولا أنكر أن ضباطاً فى قطاع الأمن المركزى بالبحر الأحمر قاموا بالواجب وعُرضت على مدير المجلس الطبى لهيئة الشرطة.. مركز إصابات العمل.. وعلى اللواء مدير المجلس الطبى المتخصص لهيئة الشرطة، لجنة توصيف الأعمال، وعُرضت على لجنة العجز». وتابع المجند: «أعتذر أننى أطلت عليكم.. كل هذه التحركات والعرض على اللجان انتهت إلى أننى جالس الآن كما قلت سابقاً.. شاب فى كامل لياقته وحيويته، يرقد (مشلولاً)، أعلم أنه (نصيبى) و(مكتوب لى)، لكننى مسؤول من سيادتكم، من وزارة الداخلية، التى التحقت بها مجنداً وعمرى 21 عاماً، وقضيت بها 7 سنوات كاملة». وتابع: «تخيل سيدى الوزير حتى هذا الوقت لم يصرف لى ما يسمى (وثيقة تأمين)، لك أن تتخيل يا سيدى أن مصلحة التأمينات والمعاشات لم تسأل عنى بعد، أريد أشياء ليست كثيرة، أريد حقى فى أن أعالج من قرح الفراش، فآلامها تقتلنى كل يوم، وأصبحت لا أقوى على مواجهتها بمفردى، أريد أطباء وزارتى التى أعمل بها أن (يعينونى) عليها، وأطلب منهم أن يمحوها نهائياً».