تأكدت اليوم إن إحنا معمول لنا عمل!!.. فحكامنا يأتون ولا يرحلون.. كباقى رؤساء الدول الديمقراطية، إن أقصى ما يطمح فيه الرئيس فى تلك الدول تولى الحكم مرتين.. فليس مسموحاً له بأكثر مهما كانت إنجازاته، لاحظوا من فضلكم إنجازاته!!.. عندنا فى مصر يتشدق كهنة المعبد ويدعون أننا دولة مؤسسات، وأن النظام ديمقراطى، ودون إرادتنا يجعلوننا نبايع حاكمنا إلى الأبد، نؤلف له الأغانى.. نطلق اسمه على مؤسساتنا ومستشفياتنا ومدارسنا.. أرجوكم لا تذكروا أمامى حكاية الانتخابات فى مصر!!.. فالانتخابات الديمقراطية التى يعرفها العالم، التى أعايشها وأشترك فيها منذ ما يقرب من 40 عاماً فى فرنسا، إحدى أعرق الديمقراطيات، تعنى المنافسة الحقيقية بين المرشحين والفيصل هو صوت المواطن بلا تزوير. فى مصر يقوم البعض بتصوير الحاكم لنا بأنه الذى لا يتعب.. المهموم بالطبقات محدودة الدخل التى بح صوتها من الشكوى.. ويتناسون أن الحاكم هو الذى أصدر كل القرارات.. هو الذى عين وأقال.. دون أن يعرف أحد من الشعب الأسباب.. ترى لو كانت تلك القرارات صائبة هل كان حال مصر يصبح هكذا؟! مللنا من تلك الحركات المسرحية المكشوفة.. تعلن الحكومة كعادتها قرارات تزيد من معاناة معظم طبقات الشعب الكادحة.. مثال لذلك.. الضريبة العقارية.. وهنا أقر بأننى لا أملك حتى شبراً واحداً فى مصر.. المهم تزداد الشكوى من كل الطبقات المغلوبة على أمرها.. هنا يقوم كهنة المعبد برفع الستار، وبإخراج كلاسيكى تعودنا عليه يعلنون أن الحاكم أمر بكذا.. تذكرون بالطبع حكاية العلاوة ونسبتها.. وهنا يبدأ التصفيق وتوجيه الشكر للحاكم. حتى علاج بعض المواطنين على نفقة الدولة.. يأمر أحياناً به الحاكم ويتلقى الشكر عليه، مع أن مصر هى اللى بتدفع. دون قراءة الفنجان.. بات الأمر واضحاً وضوح الشمس وسط النهار.. فى مصر الشىء الوحيد الممكن.. استمرار الحاكم فى الحكم للأبد أو توريث الحكم عينى عينك.. كله بالدستور الذى فصلوه على مقاسهم.. ألم أقل لكم.. إن إحنا معمول لنا عمل!! وجيه أحمد إبراهيم- باريس - فرنسا [email protected]