هل صادف وسافرت على الطريق الساحلى الجديد أو الذى كان جديداً؟ سرت عليه أنا منذأكثر من ثمانى سنوات وهو الطريق الذى يمتد من الإسكندرية وحتى بورسعيد مروراًبمساحات من محافظات كفر الشيخ والدقهلية ودمياط وبورسعيد ثم عاودت السير عليه منذأيام فقط، وحدث عنه بلا حرج، ولنبدأ من منطقة المعمورة الشاطئ ثم البلد بالإسكندريةوصولاً إلى مدخله عند أبوقير، سر يا مواطن على غير هدى حتى تصل إلى نقطة البدايةالمجهولة، لا لافتة أو عنوان يشير إلى أنك مقبل على طريق طويل ممتد إلى ما يقرب من مئتىكيلومتر على الساحل المصرى الشمالى ومجموعة من أهم مدنه، كانت هناك لافتة سقطت بفعلالعوامل الجوية وعوامل الاهمال والاستهتار ولم تعد، طريق تكلّف المليارات شقاًورصفاً وإقامة ولم يكتمل بلافتة أولى تتكلف فقط بضعة جنيهات، وعليك أن تقف وتسألويجيب عليك الجميع فى نفس واحد وكل يشير بيده فى اتجاه مخالف، استفت قلبك واختر واحداً منهم، سر فيه قليلاً ثم عد إلى نفس النقطة بعد أن تكتشفأنك سرت فى البداية الخطأ، يضيق الطريق كثيراً تحف به المبانى والحوانيت ويتقافزحولك الدجاج والبط وأحياناً المعيز والخرفان، يضيق ويتسع ويضيق ويتسع حتى تصل إلىبؤرة من المياه الآسنة الراكدة منذ زمن وشريط سكة حديد وبائعين للخضار وشباب يتسكععلى غير هدى، وكأنه مشهد من العصور القديمة لم يتغير، قف من جديد واسأل حيث لن تدلكلافتة أو إشارة، وبعد مداولات ومشاورات ستتكرر كثيراً بعد ذلك عشرات المرات سيعاونك أولاد الحلالعلى تبين خط السير، لن تستوعبه كثيراً لكن سرْ بالبركة وبدعاء الوالدين وكأنك فىمجاهل أفريقيا حيث سيواجهك عدد من المنحنيات والطرق الفرعية والاتجاهات ستتجاوزهابالفكاكة وإلا ستهزمك وتعود بك إلى نقطة البداية من جديد. على طول الطريق الساحلى الجديد الذى أصبح قديماً بعد مرور ثمانى سنوات عليه تكادتنعدم اللافتات التى ترشد الناس والسيارات مع شدة أهميتها ويتخيل المسؤولون عنه أنكل من يمشى عليه يعرفه ويحفظ معالمه عن ظهر قلب وأنه جاء إليه مراّت عديدة من قبل،من أهل المكان يعنى ومن سكان المنطقة فلماذا الإرشاد ولماذا اللافتات؟ اللهم إلالافتات تطالعك بحق من حين لآخر ترجو لك فيها هيئة الطرق والكبارى رحلة آمنةوأحياناً سالمة، لافتات ترجو لك السلامة والأمان فى طريق يفتقر إلى أبسط قواعد السلامة ثم من أينالأمان وجميع سيارات النقل بمقطورة وجرار وتريلا تسير على الشمال دون أن يوقفها أحدأو ينبهها أو يحرر لها مخالفة؟ جميع السيارات، المقطورات وأشباهها، التى يلزمهاقانون المرور– الذى كان– بالسير على الجانب الأيمن تسير على الأيسر حيث إنه أيسرلها أن تمرح وتبرطع وتعاكس سيارات الركوب الصغيرة التى كثيراً ما تجد نفسها أسيرةبين مقطورتين أو ثلاث أو أربع وتظل هكذا لمدد طويلة حتى تستطيع أن تفك أسرها وتهربمن الحصار، وتبقى شاطر لو قدرت تلقط نمرة أى عربية نقل تسير إلى جانبك، النمرصغيرة جداً وملطخة عمداً بالطين كلها أو أرقام منها، ولا تسأل أين الرقابة على الطريق السريع الطويل الساحلى الممتد؟ لا رقابة ولامتابعة ولا ملاحقة للمخالفين ولم يصل إلى هناك اختراع الرادار بعد، شارع سايب بكلمعانى الكلمة، لافتات الإرشاد إلى الاتجاهات وتحديدها نسيت هيئة الطرقوالكبارى وضعها أو وضعتها واقتلعها الأشرار الحرامية لكنها– والحق يقال– حرصت علىتمنى السلامة والأمان لكل من يدفعه سوء حظه لاستخدام هذا الطريق . ثم بعد كل هذا الكلام قد يصبح من رفاهية الحديث ولهوه أن نرصد أيضاًاختفاء أماكن أو مواقف الخدمات العامة أو قل ندرتها أو قل عدم وجودها، تصورت هذاالطريق ليلاً، من يسير عليه وكيف؟ ثم نعجب من أرقام ضحايا حوادث الطرق التى تتعدىأرقام ضحايا الحروب فى كثير من البلدان، ثم نعجب مما تنشره صحف الأعداء عناومواقعهم الإلكترونية التى تحذر مواطنيها من القدوم إلى مصر حيث لا أمان على الطرقوحيث الموت ينتظر السائحين، ثم نرصد ونكتب ونستغيث ولا حياة لمن تنادى . [email protected]