وصف الأمين العام لحزب الله اللبنانى حسن نصرالله الأحكام التى صدرت يوم الأربعاء الماضى، ضد «خلية الحزب» فى مصر، بأنها «أحكام سياسية وظالمة»، وسيسعى لمعالجة الأمر من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية. وقال «نصرالله» فى حديث لقناة «الراى» التليفزيونية الكويتية، نقل موقع المقاومة اللبنانية أجزاء منه، أمس: «نحن من اليوم الأول الذى أعلن فيه عن اعتقال الإخوة فى مصر، أكدنا أن هؤلاء مقاومون مجاهدون شرفاء، وليسوا كما قال رئيس المحكمة، الذى كان يتلو الأحكام عندما وصفهم بالخارجين على القانون والمجرمين والإرهابيين، هؤلاء من جملة شرفاء هذه الأمة، وذنبهم الوحيد والحقيقى أنهم كانوا يمدون يد العون لإخوانهم فى قطاع غزة، ويقدمون المساعدة والمساندة للمقاومة الفلسطينية المشروعة، التى يجب أن يحتضنها الجميع، وكل الأمور الأخرى التى قيلت هى تلفيقات لتغطية الإجراء الذى اتخذ بحقهم». وأصدرت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ، الأربعاء الماضى، أحكاماً بالسجن بحق 26 متهما، تراوحت العقوبة بين السجن المؤبد، والسجن ستة أشهر. وخاطب «نصرالله» المعتقلين، قائلاً: «أنتم عندما اخترتم طريق دعم الشعب الفلسطينى كنتم تعرفون أنه فى لحظة من اللحظات قد تتعرضون للاعتقال ولما هو أبعد من الاعتقال، وهو القتل والشهادة، وبالتالى ما واجهتموه خلال السجن والأحكام التى صدرت اليوم هو وسام شرف على صدوركم». وأضاف: «طبعا الأمور مع مصر ليست مغلقة ونحن لن نترك هؤلاء الإخوة فى السجون، بالتأكيد سنتابع هذه القضية حتى بعد صدور الأحكام، وكما فى الفترة السابقة، حرصنا على معالجة الأمور من خلال القنوات القضائية والقانونية». وتابع: «الآن أصبح الموضوع خارج القضاء، وسنسعى من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية لمعالجة هذا الأمر وإنصاف هؤلاء الإخوة وعدم إبقائهم فى السجون». من جانبه، قال الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز «يافا» للدراسات السياسية والخبير فى الشأن اللبنانى، إن الأحكام التى صدرت ضد المتهمين «سياسية من الألف للياء»، مما يتطلب أن يتم التعامل معها سياسياً من خلال حوار بين إدارتى مصر وحزب الله. قال سيد أحمد: «توجد احتمالات قوية بأن يتم تخفيف الأحكام عن بعض المتهمين وإطلاق سراح البعض الآخر، أو أن تكون هناك صفقة تبادل لبعضهم بمساجين مصريين فى السجون اللبنانية»، لافتاً إلى وجود سجين مصرى فى لبنان، متهم بالتجسس لصالح إسرائيل. وأوضح أن تنفيذ هذا السيناريو سيحتاج إلى وقت لا يقل عن عام كامل، يتم خلاله التحاور بين الخارجية المصرية وحزب الله. وتوقع أن تقوم سوريا بجهود الوساطة فى هذا الملف بمشاركة رئيس تيار المستقبل، رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريرى.