رصدت بنفسى هذه الإضافة الجديدة فى موسوعة الأرقام القياسية جينز ريكورد التى كان يتابعها برنامج مواقف وطرائف قبل اغتياله.. إنها لحظة تسجيل افتتاح أعلى مبنى فى الكرة الأرضية مبنى الشيخ خليفة بدبى، وقد انطلقت الصواريخ الاستعراضية فى السماء لترصدها الأقمار الصناعية وتسجلها جميع دول العالم فرحاً بهذا المبنى العملاق، الذى وصل ارتفاعه إلى 830 متراً عبارة عن 160 دوراً ضارباً الرقم القياسى السابق لمبنى مدينة شنغهاى بالصين 492 متراً، وأيضاً الرقم القياسى لمبنى فى تايبيه بتايوان ارتفاعه 510 أمتار أى أن الفارق فى الارتفاع 320 متراً بين مبنى دبى ومبنى تايوان حتى تكون المهمة صعبة جداً لمن يحاول الوصول إلى ارتفاع يفوق مبنى دبى تأكيداً على التفوق والتميز. لم يكن الارتفاع فقط هو الذى تم تسجيله ولكن لأول مرة تم تسجيل أول حمام سباحة فى العالم ارتفاعه 76 دوراً فى هذا المبنى وما أروع السباحة على هذا الارتفاع، كما تم تسجيل أيضاً أعلى جامع فى الكرة الأرضية على ارتفاع 158 دوراً فى هذا المبنى، ورصد هذا البرج أعلى عدد سلالم إلى القمة وعددها ثلاثة آلاف درجة، وتتمادى التسجيلات لبرج الشيخ خليفة فى موسوعة جينز حيث به 57 مصعداً تبلغ سرعتها 64 كم فى الساعة أى أن المصعد يقفز 18 متراً صعوداً فى الثانية الواحدة أى 35 ثانية للوصول إلى القمة بنفس المصعد.. ما هذا الإبداع والإعجاز العلمى الذى سخر العلماء عقولهم فيه لتحقيق شىء فريد يرصده العالم لأول مرة، إنه استعراض للعلم والتكنولوجيا للعلماء الذين سخروا عقولهم فى دبى، وهو أيضاً ذكاء أن تنجح دبى فى أن تلفت أنظار العالم إليها بهذا التميز الفريد لمبنى الشيخ خليفة، حيث نجحت فى تحطيم جميع الأرقام القياسية السابقة لأعلى مبنى فى العالم، وأتذكر عندما سافرت فى شبابى فى رحلتى الأولى إلى أمريكا سنة 1972، ورأيت نيويورك مدينة ناطحات السحاب وزرت وقتها أعلى مبنى فى العالم «إمباير ستيت»، وصعدت إلى القمة بركوب ثلاثة مصاعد متتالية وسعدت بأننى أمطتى أعلى مبنى فى العالم وبعدها احتدت المنافسة بين الدول من أمريكا إلى برج تورنتو بكندا إلى الصين إلى تايوان وفى النهاية إلى دبى. سباق علمى تفوز فيه مدينة دبى بالضربة القاضية. ومن الطرائف عنوان هذا المقال- أن الحديث لم يتوقف عند ذلك بل جاءت الإثارة ترصدها الفضائيات والكاميرات إلى دبى، حيث قفز مغامران من الجنسية الإماراتية من الدور 160 أى قمة المبنى إلى الأرض بالباراشوت، وبعدها توالت التحديات للشباب فى البحث عن نشوة المغامرة، حيث تنكر إنجليزى وفرنسى فى زى مهندسين يلبسان الخوذة هرباً من البوليس وقفزا بالباراشوت من القمة ونجحت محاولتهما. إن الله أنعم على عباده بالعقل والفكر وترك لهم عنان الإبداع بلا حدود حيث بناء مدينة رأسية متكاملة. رسالتى أقولها لشباب مصر ونسائها.. لا تتركوا أذانكم وعقولكم التى وهبكم الله إياها إلى تجار الدجل والخزعبلات، الذين أثروا على حسابكم، ويجب أن تهزموا كل الجدل، وأتذكر أنه فى التوقيت ذاته عندما كانت نشوة العالم والعلماء بتحقيق حلم الارتفاع إلى السماء كان لدينا فى التليفزيون الحكومى برنامج يتكلم عن الجن والعفاريت حتى يأخذنا إلى أسفل فى مستنقع الجهلاء، إنها الحقيقة التى تدعونى للحزن.. كفاية يا جلال.