على غير العادة.. لا أكتب اليوم عن أحدهم بقدر ما أوجه رسالة محددة وواضحة للمستشار سامر أبوالخير، رئيس لجنة الانضباط باتحاد كرة القدم، وأبدأ رسالتى بنصيحة قديمة للرئيس الأمريكى الأسبق دوايت أيزنهاور حين قال لمساعديه ومستشاريه إن الناس قد تغفر لأى رئيس الخطأ لكنها أبدا لن تغفر له الضعف.. وقد كنت أتخيل أن سامر أبوالخير سيسارع بدعوة لجنته للانعقاد فورا، صباح أمس، لمناقشة أمور كثيرة تتعلق بقمة الزمالك والأهلى أمس الأول.. وعلى رأسها سلوك محمد بركات، نجم الأهلى، واتهامه باستخدام إصبعه لتوجيه إشارة غير لائقة لجمهور الزمالك.. وهل جمهور الزمالك وإعلامه على صواب فى اتهامهما لبركات، أم أن جمهور الأهلى وإعلامه على حق فى الدفاع عنه.. لكن المستشار رئيس اللجنة رأى أن الأمر لا يعنيه هو ولجنته فكان أن التزم الصمت العميق، تاركا الفرصة للناس فى الشوارع وعلى الشاشات ومواقع الإنترنت والصحف ليصدروا بأنفسهم أحكام الإدانة أو البراءة.. فلا أحد سيطيق الصبر أو يقدر عليه، انتظارا لأن تفيق اللجنة من سباتها العميق وتجتمع بحول الله وقوته لترى الشرائط والصور وتناقش وتصغى وتتشاور قبل أن تصدر حكمها القاطع بشأن بركات.. ربما لأن اللجنة تخشى مواجهة جمهور وإعلام أحد الناديين.. وربما لأنها مشغولة بحسابات القوى وتوازناتها قبل أن تصل إلى القرار المناسب حتى وإن لم يكن صحيحا.. وكانت النتيجة أن بركات أصبح مداناً بالفعل فى ناحية.. وبريئاً تماما فى ناحية أخرى.. وكلما طال صمت مسؤولى الاتحاد واللجنة الموقرة استقرت فى نفوس الناس الذين يستهويهم دائما القيام بأدوار القضاة أحكام الإدانة أو البراءة بيقين قاطع لا يقبل التشكيك أو المراجعة.. وأنا على سبيل المثال أرى بركات مخطئا ومدانا.. وهذه شهادتى التى أقولها بضمير راض ومستقر رغم أنها ليست ملزمة لأى أحد لأننى سأبقى أرفض أن أكون الصحفى والقاضى فى الوقت نفسه.. ولو أصدرت الحكم بإدانة بركات اليوم.. فسيجعلنى جمهور الزمالك بطلا وسيقذفنى جمهور الأهلى بالطوب والشتائم والإهانات.. وحين أصدر غدا حكما ضد الزمالك أو أحد رموزه فسينقلب الحال تماما، وتصير فوضى، حذّر منها هيكل قبل سنين طويلة حين طالب أى صحفى بألا يكون قاضيا يصدر الأحكام أو جلادا يقوم بتنفيذها.. ولكنها فوضى لست أنا المسؤول عنها الآن أو جماهير الأهلى والزمالك معا.. إنما هى لجنة الانضباط ورئيسها.. وهذا الصمت العاجز والفاضح.. فهذه اللجنة تملك ما لا أملكه أنا وغيرى من وسائل وأدوات وأدلة وحق توجيه الأسئلة وتقصى الحقائق كلها قبل إصدار حكمها الذى أتمناه نهائيا.. وعادلا أيضا. [email protected]