ليس بمقدور الإنسان منع حكم الأقدار - ولكن باستطاعته تنبيه الغافلين وإيقاظ النائمين حتى لا يحشر فى زمرة المتقاعسين والمتخاذلين. والأمانى والآمال التى تنعدم أو تكاد إمكانات وآليات تحقيقها هى كالسراب سواء بسواء، وسباحة الشيوخ بسحابات الأوهام تزيد من كارثية النتائج، وهم من عاصروا غوغائية ما قبل عام 67 واكتووا بنار نتائجها وصدماتها. والزعامة الحقة تتوالد حروفها وأنوارها بحنايا قلوب الجماهير البسيطة ويعم توهجها سماء الأمة بأسرها، والبسيط هو السلاح الماضى الفعال لمن يستطيع إعادته كإنسان.. فالمرتكزون على القواعد الهوائية والأسس الواهية من أقوال «لا تكونوا متشائمين وتفاءلوا خيراً، واتركوا السفن تسير» - ما هم إلا كالسابحين فى لج المحيط، عليهم تحمل صدمات الغرق وفكاك وحوشه المفترسة، والوحش الجريح أشد خطراً من السليم!! والمرتكزون على قواعد الأقوال «خليها على الله - والله سبحانه معنا وناصرنا».. عليهم أن يتذكروا أن الله سبحانه يعد المؤمنين بالنصر بعد أن يعدوا عدتهم الملائمة لكل أمر وليس للحرب أو المعارك الحربية فحسب.. فقد قيل فى الأثر عن صاحب الدابة التى تركها بالعراء ودخل المسجد ليصلى: اعقلها وتوكل.. ورأينا هزيمة الرسول عليه السلام ومعه أصحابه فى «أُحد» بسبب تخلى بعضهم عن الحذر واستهانتهم بالتخطيط الجيد السليم وتسرعهم فى طلب النصر. والله سبحانه يحذر المؤمنين به من التهلكة ويعدهم بالنصر والفلاح إذا أعدوا العدة المناسبة لكل أمر من أمورهم، والمؤمنون كما نعلم جميعاً هم من يتقون الله سبحانه حق تقاته ويؤدون ما عليهم من واجبات فتكون لهم حقوق.. والمتقاعسون عن تأدية الواجبات يحق عليهم العقاب.. ومن أعمالكم سلط عليكم.. وما ربك بظالم للعبيد. صلاح الدين على إسماعيل - إسكندرية