الإحباط والقلق والمعاناة.. إنها ليست نتائج فحص طبى على شخص واقع تحت الضغوط النفسية، ولكنها نتائج تحليل الموقف الحالى لفريق ريال مدريد الإسبانى لكرة القدم بعدما اقترب الفريق خطوة جديدة من الخروج صفر اليدين من الموسم الحالى، الذى يوشك على النهاية. وليس هذا بالقليل على نادٍٍ أنفق 250 مليون يورو (أكثر من 337 مليون دولار)، لتدعيم صفوفه بأبرز اللاعبين فى العالم. وتفاقمت أزمة ريال مدريد مع الهزيمة صفر/2، التى منى بها الفريق أمام ضيفه ومنافسه التقليدى العنيد برشلونة مساء السبت الماضى فى المرحلة الحادية والثلاثين من الدورى الإسبانى للعبة، وهى الهزيمة الثانية لريال مدريد فى الموسم الحالى والرابعة على التوالى فى مباراة القمة «الكلاسيكو» بالدورى الإسبانى. ولم تقتصر خسائر ريال مدريد من المباراة على ابتعاده خطوة كبيرة عن المنافسة على لقب البطولة الوحيدة الباقية أمامه هذا الموسم، حيث تراجع للمركز الثانى بفارق ثلاث نقاط خلف برشلونة. ولكن المباراة أكدت أيضا عجز الفريق عن تقديم أفضل مستوى أداء لديه فى المواجهات الصعبة والمهمة أمام أقوى منافسيه. كانت هزيمة الأمس لطمة قوية لمشجعى ريال مدريد ولمسؤولى النادى وفى مقدمتهم فلورنتينو بيريز، رئيس النادى والذى فشل فى تكرار تجربة فريق العمالقة «جالاكتيكوس»، التى سبق، أن نجح فيها مع بداية هذا القرن. وسقط ريال مدريد بهدف نظيف فى مباراته أمام برشلونة على ملعب الأخير فى استاد «كامب نو» بالدور الأول من المسابقة، ثم سقط مجددا بهدفين نظيفين فى مباراة الدور الثانى من المسابقة، ليفشل ريال مدريد فى هز شباك منافسه على مدار 180 دقيقة فى الموسم الحالى. كما خرج الفريق «صفر اليدين» من بطولة دورى أبطال أوروبا هذا الموسم بعد السقوط أمام ليون الفرنسى فى دور الثمانية، الذى فشل خلاله أيضا فى التغلب على فريق لا يضم نجوما مثل نجوم النادى الملكى. كان الأكثر إثارة للدهشة هو خروج الفريق مبكرا من مسابقة كأس ملك إسبانيا أمام فريق ألكوركورن، أحد أندية دورى الدرجة الثالثة بإسبانيا، حيث سجل ريال مدريد هدفا وحيدا على مدار 180 دقيقة خاضها أمام هذا الفريق فى مباراتى الذهاب والإياب. ويعترف الجميع فى النادى الملكى سواء مسؤولى النادى أو أعضاء الجهاز الفنى أو اللاعبين بأن مشكلة الفريق وسقوطه لا تعتمد على قوة منافسيه بقدر ما هى نتيجة لمشاكل فى الفريق نفسه. قال الأرجنتينى خورخى فالدانو، مدير عام النادى، الرجل الثانى فى ريال مدريد، إن الفريق يعانى بالفعل فى الموسم الحالى من مشاكل فى مواجهة المباريات الكبيرة، مشيرا إلى التوتر الذى يسيطر على الفريق فى المباريات أمام منافسيه البارزين. كما ألمح المدرب التشيلى مانويل بيليجرينى إلى هذا التوتر، الذى يسود اللاعبين أيضا، والذى ظهر على الفريق فى الشوط الأول من المباراة ففشلوا فى تشكيل أى خطورة على مرمى برشلونة. وأوضح راؤول ألبيول نجم الفريق أن الإحباط يسيطر على فريق ريال مدريد حاليا، وأن برشلونة هو الأفضل وأظهر ذلك فى المباراة، مشيرا إلى أن برشلونة يتميز بالعمل الجماعى والأداء الجيد، وهو ما افتقده ريال مدريد. ولا يرجع سقوط ريال مدريد أمام برشلونة أو فى عدد من المباريات أمام منافسين آخرين إلى افتقاد الفريق المهارة بين لاعبيه أو الجوانب الخططية، وإنما يرجع فى المقام الأول إلى أسباب ذهنية ونفسية. وربما يكون السبب فى ذلك هو الضغوط التى تولدت، بسبب زيادة إنفاق النادى على تدعيم صفوف الفريق، لأن إنفاق 250 مليون يورو سيولد بالتأكيد ضغوطا على اللاعبين وجهازهم الفنى بضرورة تحقيق الفوز فى كل المباريات، رغم أن الفريق يمر بمرحلة إحلال وتجديد، حيث تولى تدريبه مدير فنى جديد، ويضم العديد من العناصر الجديدة مثل البرتغالى كريستيانو رونالدو والبرازيلى كاكا والفرنسى كريم بنزيمة. ولم يعد متبقيا من منافسات الموسم الحالى سوى سبع مراحل فى الدورى، ولكن ما زالت فرصة ريال مدريد قائمة للمنافسة على لقب المسابقة، ولكنه يحتاج إلى الفوز فى جميع المباريات الباقية له، وأن يفشل منافسه برشلونة فى تحقيق الفوز فى مباراتين.