لم يتمكن ريال مدريد وملايينه من إيقاف قاطرة برشلونة وفرقة الأرجنتينى ليونيل ميسى، إذ وقف عاجزاً أمام عباقرة المدرب جوسيب جوارديولا، الذين تركوا بصمة تاريخية جديدة فى عقر دار العاصمة الملكية الإسبانية. فوز صريح فى افتتاح المرحلة الحادية والثلاثين من الدورى الإسبانى لكرة القدم بهدفىن للمعجزة ميسى والتلميذ النجيب بدرو، وضع برشلونة على قمة ترتيب الليجا، انتزعه من ملعب «سانتياجو برنابيو»، الذى عاش هزة أخرى من الاستقلاليين الكاتالان بعد مجزرة العام الماضى 6/2. ويقول العبقرى ميسى إن فريقه قد يكتب فصولاً جديدة فى تاريخ النادى بعد فوزه على ريال مدريد مضيفاً: «اللقب لم يحسم بعد لأنه تتبقى لنا مباريات صعبة، بيد أن الفوز كان خطوة مهمة وبإمكاننا مواصلة كتابة التاريخ». ثلاث نقاط تفرق برشلونة عن ريال مدريد، وهو لايزال مبحراً فى مسيرة دفاعه عن لقبه فى دورى أبطال أوروبا، حيث تأهل إلى نصف النهائى لمواجهة إنتر ميلان الإيطالى، فى حين خرجت مجموعة المدرب التشيلى مانويل بيللجرينى من الباب الضيق أمام ليون الفرنسى فى الدور الثانى. القائد كارلوس بويول تسلم الجبهة اليمنى وجيرار بيكيه والأرجنتينى جابريال ميليتو فى القلب، يعاونهما الظهير البرازيلى ماكس ويل يساراً، فى حين أغلق سيرجيو بوسكتس والمالى سيدو كيتا المحاور الوسطية إفساحاً فى المجال لشابى فى صناعة اللعب وكان خارقاً بتمريرتين حاسمتين. لم يتأخر «الجوهرة» ميسى بالتوغل فى عمق الدفاع فاستقبل لولبية شابى وغمز بيمناه الحارس كاسياس، الذى بدا عاجزاً عن مقارعة أسطورة جديدة لا يتوقف عن تقديم المزيد من الابتكارات النادرة. سبعة أهداف لميسى فى لقاءات الكلاسيكو، و27 فى الدورى هذا الموسم ليعزز موقعه فى صدارة لائحة الهدافىن، أما فى مختلف المسابقات فقد سجل هدفه ال40 هذا الموسم. هيمنة البلاوجرانا أثمرت خسارة قاسية لريال هى السادسة عشرة على أرضه أمام برشلونة فى تاريخ لقاءات الفريقين، هذه الهيمنة حملت منافسة رديفة، خرج منها ميسى متفوقاً على البرتغالى كريستيانو رونالدو، إذ بدا خارج مستوياته المعهودة ويمر ميسى بفترة رائعة، كانت آخر محطاتها رباعيته النادرة فى مرمى أرسنال الإنجليزى فى إياب نصف نهائى دورى أبطال أوروبا. وعن المواجهة مع رونالدو، الذى ضبطه بيكى وقطع عنه الهواء داخل المنطقة، قال ميسى: «لم تكن المواجهة بينى وبينه، بكل بساطة تفوق برشلونة على ريال مدريد». حضر رونالدو والأرجنتينى جونزالو هيجولين جسدياً وغابا فعلياً، فحاول بيللجرينى تنشيط فريقه من خلال الزج بجوتى وراؤول والفرنسى كريم بنزيمة، لكن قطار مدريد توقف فى عقر داره تحت أنظار المشجعين، وعن استمراره مع ريال مدريد قال بيللجرينى: «لست أنا من يجيب عن هذا السؤال». كان جوارديولا متواضعاً كالعادة، ورغم تنظيمه لاعبيه بطريقة مدهشة فإنه ختم: «الفضل يعود إلى اللاعبين، ولا أملك الكثير من الأسرار».