تشهد تايلاند تصعيداً فى أحدث جولة من المواجهات بين أنصار المعارضة المطالبين بالديمقراطية وتغيير النظام الحالى، والحكومة الرافضة للانصياع لمطالبهم، وارتفعت أمس حصيلة ضحايا الاشتباكات الدموية التى تفجرت أمس الأول إلى مقتل 19 شخصا وإصابة 825 آخرين، الأمر الذى تزامن مع استغاثة «أصحاب القمصان الحمر» بشكل غير مباشر بالملك بهوميبول أدولياديج (82 عاما)، للتدخل بحكم قداسته الكبيرة فى البلاد، لوضع حد للأزمة المشتعلة بين المعارضة والحكومة و«حماية المطالب الشعبية من براثن النظام وأنياب الأمن». وقال جاتوبورن برومبان، أحد قادة المتظاهرين، الذين يطالبون باستقالة رئيس الوزراء أبهيست فيجاجيفا: «هل يمكن أن يبلغ أحد الملك أن أبناءه يقتلون فى وسط الطريق من دون عدالة .. إن البروليتاريا تعانى». واعتبر برومبان أن تدخل الملك هو «الطريقة لإخراج هذا البلد من الأزمة وتفادى سقوط مزيد من القتلى، بينما تجرى مطاردة القمصان الحمر» وتزامنت هذه الأقوال مع تأكيد المعارضة على ألسنة المحتجين من «أصحاب القمصان الحمر» بأنهم لن يتخلوا عن كفاحهم من أجل إجراء انتخابات مبكرة. جاء ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه حكومة تايلاند أن الأمن لم يطلق ذخيرة حية على المحتجين فى الاشتباكات التى جرت أمس الأول بالعاصمة بانكوك، وقال متحدث باسم الحكومة إن الأوامر صدرت للقوات المتمركزة عند منطقة يتجمع عندها المحتجون بوسط العاصمة بالعودة إلى قواعدها للاستراحة. كانت أكبر مظاهرة ل«القمصان الحمر» فى العاصمة يوم الجمعة الماضى، وحذر الجيش خلالها من استخدامه للقوة بما فيها إطلاق الرصاص المطاطى على المتظاهرين، الذين تجمعوا حول إحدى المحطات الفضائية بعد أن صادرت الحكومة محطتهم التليفزيونية الخاصة. ولاحظ بعض المراقبين أن الاستراتيجية التى يستخدمها المتظاهرون حققت نجاحاً مؤقتاً فى استقطاب أعداد كبيرة من المتعاطفين معهم خاصة من بين أوساط الطبقات العاملة ومهاجرى الريف غير أن «أثرياء بانكوك» يرون أن ذوى القمصان الحمراء ليسوا سوى دمى يمسك بخيوطها ولعبتها رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناوترا، الذى لا يزال هارباً من العدالة التايلاندية. كما قرأ البعض الآخر المشهد من زاوية أن امتناع قوات الأمن والجيش عن استخدام القوة ضدهم ربما يعود إلى إدراك قادة هذه المؤسسات الأمنية حقيقة أن المتظاهرين يحظون بتعاطف وتأييد سكان العاصمة وبالتالى فإن قوات الأمن لا تريد استعداء عدد كبير من طبقات الشعب على حكومة «فيجاجيفا» باستخدام العنف ضد المتظاهرين.