الأزمات التى تعانيها مدينة القدس منذ مئات السنين، والحروب التى خاضها الشعب الفلسطينى لتحريرها من الجيش الإسرائيلى، دفعت المخرج السورى باسل الخطيب -فلسطينى الأصل- إلى كتابة مسلسل هو وشقيقه تلميد، يحكى تاريخ القدس منذ عام 1917 حتى عام 1967، وهو المسلسل الذى بدأ فى كتابته منذ 9 سنوات، وشجعته أحداث القدس الأخيرة على استكماله بمشاركة المنتج محمد فوزى فى إنتاجه، على أن يعرض فى رمضان المقبل، ليكون هذا المسلسل هو مفاجأة دراما رمضان 2010، وأول مسلسل مصرى يحكى قصة معاناة الشعب الفلسطينى فى سبيل تحرير القدس. «أنا القدس» بطولة فاروق الفيشاوى ونرمين الفقى وأحمد ماهر وسعيد صالح ورشوان توفيق من مصر، وعابد فهد وصدى مبارك وأمل عرفة وعبدالمنعم عمارى وغسّان مسعود وأسعد فضة وريم على من سوريا، ولم يقتصر دور باسل على كتابة المسلسل فقط، بل شارك فى إنتاجه ويقوم بإخراجه حاليا، ولصعوبة التصوير فى مدينة القدسالمحتلة بدأ باسل الأربعاء الماضى تصوير المسلسل فى بعض الحوارى القديمة فى سوريا، والتى تتناسب معالمها المعمارية مع مدينة القدس منذ خمسين عاما مضت، كما انتهى مهندس ديكور المسلسل من بناء ديكورات مسجد الأقصى وكنيسة القيامة. فى اتصال هاتفى ل«المصرى اليوم» مع باسل الخطيب فى سوريا أكد أنه منذ سنوات مهموم بتقديم عمل عن القدس يستعرض من خلاله تاريخها منذ الاحتلال البريطانى لها عام 1917، مرورا بسقوط نصفها فى يد اليهود فى حرب 1948، ثم سقوطها بالكامل بعد حرب النكسة عام 1967، كما يتعرض بشكل تفصيلى للثورات التى أشعلها الشعب الفلسطينى ضد الاحتلال الطاغى. وقال باسل: أحداث المسلسل تدور بين الدراما والتسجيلى بمعنى أن هناك شخصيات درامية من خيال المؤلف، وهى عدة عائلات تعيش فى القدس تضحى بأبنائها وأموالها فى مكافحة الاحتلال، إلى جانب شخصيات أخرى حقيقية من الوطن العربى كان لها دور مؤثر فى فلسطين فى تلك الفترة أمثال جمال عبدالناصر والبطل أحمد عبدالعزيز والشاعر معروف الرصافى والمفكر التونسى عبدالعزيز الزعافى والرئيس السورى شكرى الزواتى. وأرجع باسل اختيار اسم «أنا القدس» كعنوان للمسلسل إلى أنه يمثل تعبيراً عن أن القدس تتحدث عن نفسها من خلال الشخصيات الموجودة فى العمل، التى تحكى عن معاناتها، فهى تعيش فى أزمات منذ مئات السنين، والفترة التى يتعرض لها المسلسل هى أسوأ فترة مرت عليها، وتحمس شركتى الإنتاج المصرية والسورية لإنتاج هذا المسلسل، وتخصيص ميزانية مفتوحة له، يدلان على أن العلاقة بين البلدين تاريخية والدور الذى قدمه الشعبان المصرى والسورى لإخوانهم الفلسطينيين له تاريخ عظيم. أكد باسل أنه عاش فى تلك المدينة ويعتبر نفسه أكثر الناس شعوراً بهمومها، وقال: أقدم هذا المسلسل هدية للشعب الفلسطينى، فالغرض من إنتاجه هو تعريف الجيل الجديد بتاريخ تلك المدينة ورحلتها الطويلة مع الاحتلال، ولكن للأسف هناك محطات فضائية متخوفة من التعاقد على عرض المسلسل فى رمضان لأغراض سياسية وهذا يؤكد أن الأمة العربية تعيش أزمة حقيقية، فمعظم الفضائيات طلبت سيناريو وبرومو المسلسل حتى تتعاقد على عرضه. ونفى باسل أن يكون الشعب العربى غير مهتم بالقضية الفلسطينية وقال: المشكلة أن الحكام العرب جعلوا شعوبهم «تلهث وراء لقمة العيش»، وتبتعد عن السياسة وتنشغل عما يجرى فى فلسطين والعراق، وأنا أعرف أن الفن لا يصنع المعجزات، ولا أجزم أن مسلسلى سيغير فكر الناس تجاه القضية الفلسطينية، فمسلسل واحد غير كاف، ونحن كفنانين مقصرون تجاه القضية الفلسطينية، لكن هذا المسلسل خطوة تحتاج إلى خطوات أخرى متتالية. رغم أن أحداث المسلسل مليئة بالحروب والمعارك فإن باسل رفض الاستعانة بمخرج معارك، وقال: قدمت الكثير من الأعمال التاريخية المليئة بالمعارك الحربية، وبالتالى اكتسبت خبرة كافية فى إخراج تلك النوعية من المشاهد بنفسى. يستغرق التصوير فى سوريا شهرين، وسيتم تصوير 90% من أحداث المسلسل هناك، أما باقى الأحداث فسيتم تصويرها فى مصر فى مدينة الإنتاج الإعلامى.