رغم وجود مشروع لترميم منطقة سور مجرى العيون التاريخية، والحفاظ على السور الأثرى، فإن من يمر بجانبه الآن يجد مشهدين أولهما القمامة التى تطل من فتحات السور، والثانى منظر الطوب الأحمر الذى يغلق فتحات أخرى. والمفاجأة هى أن وزارة الثقافة هى التى تقوم بإغلاق السور بالطوب الأحمر، الأمر الذى تسبب فى خلاف بين قطاعاتها، ففى الوقت الذى يرى فيه المجلس الأعلى للآثار أن إغلاق فتحات السور حاليا أمر جيد لحمايته من القمامة، يطالب جهاز التنسيق الحضارى بإزالة الطوب الأحمر، لأنه «يشوه» السور التاريخى، ويحوله إلى مقلب قمامة. وقال الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن المجلس « لديه مشروع متكامل لترميم سور مجرى العيون من بدايته إلى نهايته، لكن لا يستطيع تنفيذ فى الوقت الحالى». وأضاف أن «المجلس قرر إغلاق فتحات السور بالطوب الأحمر بشكل مؤقت حتى يمنع الناس من إلقاء القمامة داخلها لحين البدء فى مشروع الترميم»، مشيرا إلى أن منظر القمامة من داخل فتحات السور «سيئ جدا». من جانبه طالب سمير غريب، رئيس جهاز التنسيق الحضارى، بإزالة الطوب الأحمر من داخل فتحات سور مجرى العيون، لأنه «يشوه» الأثر، وقال: «لا يجوز عمل فراغات عامة، خاصة لو كانت أثرية»، مشير إلى أن محافظة القاهرة أنشأت سورا خلف سور مجرى العيون «لابد من هدمه». وقال «لا يجب عزل الشعب ووضعه داخل أقفاص، لأن نظرية الأسوار سلبية على المجتمع وتشعر المواطن بالعزلة والكراهية للمنطقة التى يعيش فيها، إضافة إلى أن حصر فراغ عام بين سورين يحول الفراغ إلى مقلب قمامة»، مطالبا بعمل نوع من المشاركة الأهلية والتنسيق الطبيعى للسور. وأضاف «لابد من تحويل السور إلى متنزه وممشى للمواطنين، ومنطقة استمتاع للسياح من خلال إنارته والحفاظ على نظافته عبر عمال نظافة يتواجدون على مدار الساعة وأمن يحافظ عليه ويمنع الناس من إلقاء القمامة بجانبه».
