تعرضت البورصة المصرية لضغوط بيعية مكثفة في نهاية تعاملات الأربعاء، لاسيما من المستثمرين الأجانب، بعد إحالة مسئولين في المجموعة المالية «هيرمس القابضة» ونجلي الرئيس السابق حسني مبارك إلي محكمة الجنايات للتلاعب فى البورصة. وحذر خبراء من تعرض السوق لما وصفوه ب«الكارثة»، بسبب تعرض السوق لاضطرابات شديدة في ظل تأزم المشهد السياسي الحالي، وإحالة مسئولين في «هيرمس» للجنايات، الأمر الذي يفتح الباب أمام إمكانية اتهام مسئولين وشخصيات عامة أخري بالتورط في القضية. وصعد المؤشر الرئيسي«EGX30»، الذى يقيس أداء انشط 30 شركة، على استحياء، بارتفاع بلغت نسبته 0.04%، رابحا 5 نقاط، ليستقر عند مستوي 4685 نقطة. بينما هبط مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة«EGX70»بنحو 0.2%، وتراجع مؤشر«EGX100»، الأوسع نطاقاً الذى يضم الشركات المكونة لمؤشر «EGX30» و«EGX70»، بنسبة 0.15%. واتجهت تعاملات الأجانب للبيع المكثف، مسجلة صافي بيع بنحو 127.3 مليون جنيه، الأمر الذي سلكه المصريون، مسجلين صافي بيع بنحو 2.3 مليون جنيه، بينما اتجهت تعاملات العرب في المقابل للشراء، مسجلة صافي شراء بنحو 129.7 مليون جنيه. وقال محمود عبد الرحمن ، مدير الاستثمار في إحدى شركات الأوراق المالية، إن إحالة ياسر الملواني عضو مجلس إدارة هيرمس وحسن هيكل العضو المنتدب للشركة بالإضافة إلي 5 رجال أعمال أخرين لمحكمة الجنايات في قضية بيع البنك الوطني المصري، أثار المستمرين بالهلع. وأشار إلي أن الاستثمار في البورصة يواجه خطر شديد، مشددا على ضرورة توخى المتعاملين الحذر وعدم الشراء في الظروف الحالية التي وصفها ب"الضبابية". ولفت إلي أن الأجانب يخرجون من السوق بشكل منظم على مدار الأشهر الثلاث الأخيرة، موضحا أن صافي مبيعاتهم خلال شهر مايو الحالي بلغت فقط نحو 580 مليون جنيه، وهو ما يعد انعكاسا لمخاوفهم الشديدة بإقدام السوق على ما وصفه ب«الكارثة». وأضاف أن هناك مخاوف من عدم إتمام صفقة تكوين تحالف بين «هيرمس» ومجموعة «كيو انفست» القطرية، لتأسيس بنك استثمار إقليمي بإحالة مسئولي الشركة للجنايات، مشيرا إلي أنه كان من المفترض أن تنعقد الجمعية العامة العادية وغير العادية للشركة يوم السبت المقبل، للبت في الصفقة والاتفاق على توزيعات نقدية، لكن يبدو أنه ستكون هناك ضبابية حول مستقبل الشركة. ومن جانبه، أشار تامر السيد المدير التنفيذي لإحدى شركات الأوراق المالية، إلي أن خروج الأجانب من السوق بالشكل الحالي يعرض البورصة لأزمة شديدة. وفي هذا السياق، قال تقرير شركة «تايكون» لتداول الأوراق المالية ان الظروف السياسية أظهرت قوة بيعية أدت إلى فشل المؤشر فى اختراق مستوى 4950 نقطة. ونصح التقرير المتعاملين بعدم فتح مراكز شرائية جديدة وتخفيف المراكز المفتوحة بارتداد الأسهم إلي أعلي. وأظهرت إحصاءات البورصة أن السوق خسر ما يقرب من 40 مليار جنيه منذ فتح باب تلقى أوراق الترشح للرئاسة في إبريل الماضي وحتى ظهور نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بداية الأسبوع الحالي. وعلى صعيد البنك الوطني المصري، رفض مسؤول بارز بالبنك الكشف عن تفاصيل صفقة بيع البنك، مؤكدا فى المقابل عدم إحالة أى من المسؤولين للمحاكمة ضمن المحالين من المستثمرين ورجال الاعمال، مشيرا الى أن شركة هيرميس كانت مستشار ومروج ،ومنفذ الصفقة وقتها . وقال إن الحديث عن تفاصيل هذه القضية يصطدم بقانون سرية الحسابات حسب قوله، مشيرا أن الموضوع مطروح على القضاء،ولايجوزالتعليق عليه .