«النظام الصحى فاشل و مفتت لدرجة مرعبة، فهناك 29 جهة تقدم الخدمة و70% من الإنفاق الصحى فى مصر يأتى من جيوب المواطنين و84% من خدمة المستشفيات تتم فى المستشفيات العامة وليس هناك مصدر تمويل واحد ولا وعاء تأمينى يشمل الجميع».. هكذا بدأ د.علاء غنام، مدير السياسات السابق بوزارة الصحة، مدير برنامج الصحة وحقوق الإنسان بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، حديثه عن الوضع الصحى فى مصر والانتهاكات التى تتعرض لها النساء فى غرف الولادة. «الأمر ليس فقط فى غرفة الولادة فهناك انتهاك مستمر لحقوق المرضى، وما يحدث فى الكشك جزء من منظومة عقاب المريض وانتهاك حقوقه، وهناك قناعة شائعة وخاطئة لدى أطباء النساء والتوليد فى مصر، خاصة فى المستشفيات العامة، مفادها أن النساء لا يعرفن الطريقة الصحيحة للولادة، رغم أن النساء يلدن بشكل طبيعى حتى قبل وجود الطب نفسه .. وقد شاهدت بعينى نساء معلقات على سرير الولادة لأكثر من 8 ساعات فى انتظار الفرج حيث يتعرضن لإهانات وانتهاكات، وأعرف أن بعض الأطباء يتركون المريضات للممرضة كى تقوم بعملية الولادة». يلفت د. غنام لجزء آخر من الانتهاكات حيث يقول: «لا معايير حقيقية للجودة تطبق فى المستشفيات العامة ولا رقابة فعالة ولا تدريب محترم وكل طبيب يجتهد وفق ما لديه من إمكانيات وخبرة، وهو الأمر الذى لا يحدث فى المستشفيات الخاصة أما الغلابة فيدفعون ثمن فشل النظام الصحى فى مصر، وهناك أمثلة عديدة على غياب معايير الرقابة والجودة فى المستشفيات الحكومية منها أدوية حث الطلق التى يعطيها الطبيب للمريضة دون أسباب فهو أولا غير واع بما فيه الكفاية وغير مؤهل وغير مراقب وهذه هى المشكلة الحقيقية فالمريض الفقير مالوش صاحب ولو فتح بقه هايتبهدل». يلفت مدير السياسات السابق بوزارة الصحة إلى أن «النظام العلاجى فى مصر فاشل لدرجة خطيرة للغاية، وعن النساء مثلا فهناك عرف عام أن تخرج المرأة بعد 48 ساعة على الأكثر بعد ولادتها، فالمستشفيات العامة لا تطبق شيئا من الرعاية اللاحقة، هذا فضلا عن لجوء الكثير من الأطباء لاتخاذ إجراءات جراحية مثل الولادة القيصرية دون وجود حاجة حقيقية لذلك، وكل ما يعنى الطبيب هو الانتهاء من الموضوع والسلام». أما د. هانى عاكف، أستاذ جراحة النساء والتوليد، فيقول: «لدينا مشكلة حقيقية فيما يخص توليد النساء فى مصر.. فلا معايير محترمة ولا ظروف تجعل الطبيب قادرا على القيام بعمله بشكل آمن.. فى المستشفيات الحكومية نجد ضغطا رهيبا من المرضى والحالات العاجلة شىء يومى وأحيانا تنهار أعصاب الطبيب الشاب الذى يحاول البحث عن فرصة لالتقاط أنفاسه بعيدا عن ضغط المرضى.. الوضع عامة غير إنسانى وما يحدث يحتاج وقفة من الجميع ليس فقط من جانب الوزارة لكن أيضا من جانب المرضى والأطباء ومديرى المستشفيات والخبراء فلدينا مشكلة تتعلق بنصف المجتمع وبأكثر لحظات المرأة ضعفا وألما وعرضة للعدوى!».