تصاعدت، أمس، حدة الصراع بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلى داخل مدينة القدس، بعد قيام تل أبيب بتدشين معبد «الخراب»، الذى يعد مقدمة لإقامة الهيكل الإسرائيلى المزعوم وهدم المسجد الأقصى، بينما يؤكد مراقبون أن هذه الخطوة ستبقى مؤجلة لحين التعامل مع الملف النووى الإيرانى والانتهاء من محور طهران فى المنطقة. وشهدت البلدة القديمة فى القدس مواجهات واسعة بين مئات الشباب الفلسطينى الذى استخدم الحجارة لرشق قوات الاحتلال الإسرائيلى، وأصيب 9 مواطنين بجراح خلال صدامات بين قوات الاحتلال والشباب الفلسطينى، إذ اشتبكت القوات الإسرائيلية مع الشبان مستخدمة قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطى، كما استعانت قوات الاحتلال بطائرات مروحية (هليكوبتر) ظلت تدور فى المنطقة طوال احتدام المواجهات لرصد حركة الشباب الفلسطينى على الأرض. وهاجم المئات من الشبان الحاجز العسكرى المقام على مدخل مخيم شعفاط إلى الشمال من مدينة القدس ورجموا جنوده بالحجارة والزجاجات الفارغة بعد محاصرتهم داخل الحاجز. وبحسب ناطق عسكرى إسرائيلى فقد أصيب شرطيان إسرائيليان بجراح طفيفة خلال المواجهات التى دارت فى مناطق مختلفة من مدينة القدس. وساد شلل تام فى البلد القديمة فى مدينة القدس، إذ أغلقت المحال التجارية أبوابها وعم الإضراب التجارى المدينة، وذلك استجابة لدعوة الحركة الإسلامية لعرب 48 للإضراب احتجاجا على الخطوات الإسرائيلية التصعيدية. كما رفعت حالة التأهب والاستنفار لدى قوات الشرطة والجيش الإسرائيلى إلى الدرجة القصوى وانتشرت قوات الأمن بكثافة كبيرة فى محيط الحرم القدسى الشريف والبلدة القديمة والأحياء الشرقية من المدينة تحسباً لأى طارئ ولمواجهة أى احتمال. وثارت تخوفات إسرائيلية من احتمال حدوث تمرد بين الطائفة العربية والمسلمة فى إسرائيل (عرب 48)، ولذلك كشفت الصحف الإسرائيلية عن حدوث اتصالات حثيثة بين السلطات الإسرائيلية والقيادات العربية لمطالبتهم بأن يدفعوا عرب إسرائيل لالتزام الهدوء خاصة مع تدفق الكثير منهم إلى القدس استجابة لمطالبات الحركات الإسلامية والقومية بالتدفق على المسجد لحمايته. وعلى صعيد الفعاليات الشعبية تضامن أهالى غزة فى مختلف مخيماتها ومدنها مع فلسطينيى القدس من خلال مظاهرات حاشدة خرجت بالآلاف استجابة لإعلان رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» خالد مشعل عن «حملة مفتوحة» لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فى الأراضى المحتلة. وتأتى التحركات الإسرائيلية ك«فقاعة اختبار» لرد الفعل العربى والإسلامى إذا ما قامت تل أبيب بهدم المسجد الأقصى، إذ ترصد إسرائيل ردود الفعل الحالية لتقييم ردود الفعل المحتملة. ويرى الكثير من المراقبين أن تخوف تل أبيب من قوى «التطرف» فى المنطقة يدفعها لتأجيل تحركها نحو هدم المسجد الأقصى، فعلى الرغم من الرغبة الإسرائيلية فى القيام بتلك الخطوة فى ظل الضعف العربى الحالى، فإنه التخوف أن يدعم ذلك المحور الإيرانى فى المنطقة (إيران، حزب الله، حماس، سوريا) يدفعها للتأجيل إلى حين التعامل مع الملف الإيرانى.