قال الأمير السعودى الوليد بن طلال، إنه لن ينسحب من مشروع توشكى، وذلك «دون النظر» إلى ما نشر بهذا الشأن مؤخراً، موضحاً أنه بحث خطتين إضافيتين بشأن استثمارات شركة «المملكة» فى المشروع بإدخال مستثمرين جدد من شرق آسيا، أو بطرح نحو نصف الأرض المخصصة له «للجمهور المصرى للشراكة معنا». وأضاف الوليد، خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده بالجامعة الأمريكية مساء أمس الأول، عقب افتتاحه مبنى «الوليد بن طلال»، أنه استثمر فى توشكى تلبية لاقتراح بذلك من الرئيس مبارك منذ 10 سنوات، مشيراً إلى أنه استثمر 600 مليون جنيه فى المشروع حتى الآن، منوها بأنه تم تنفيذ المرحلة الأولى المتمثلة فى إجراء أبحاث على التربة والماء ونوعية العمل قبل بدء المرحلة الثانية. وشكر الأمير السعودى، أمين أباظة وزير الزراعة، على «إبلاغه الجمهور المصرى بحقيقة الأمر فى إحدى الصحف القومية الرسمية الأسبوع الماضى، بعد اجتماعى معه، وتأكيده على التزامى باستثمار من 10 إلى 15 ألف فدان خلال السنوات المقبلة». وأوضح صاحب شركة روتانا أن الاستثمار فى توشكى لا يعتمد على الزراعة فحسب، وإنما يستهدف الصناعة الزراعية، منوها بأنه يتم الآن زراعة الطماطم، وتصنيعها لتحويلها إلى «كاتشب»، ومؤكداً أنه «يتم تصدير زراعات من توشكى إلى فرنسا وإيطاليا والنمسا وإسبانيا، ونفكر حاليا فى زراعة القمح موسمياً». وركز رجل الأعمال صاحب سلسلة الفنادق والبنوك المصرفية، على أنه يهدف لتحويل توشكى إلى منطقة زراعية صناعية، تلبية لقرار الرئيس مبارك بالاستصلاح فى هذا «المشروع الاستراتيجى»، إلا أنه شدد على أن استصلاح الأراضى «ليس أمراً سهلاً، ولن يتم فى ليلة وضحاها». وعن عودة الإعلامية هالة سرحان إلى قناة روتانا، قال الوليد إن هالة «امرأة مصرية صالحة ولديها حنين للعودة إلى مصر»، داعيا السلطات المصرية إلى أن «تعفو عما مضى، وتسمح بعودتها إلى القاهرة دون المساس بحقوقها». وحول تعاونه مع الإعلامى روبرت مردوخ، الذى يعد شريكا للوليد فى قنوات فوكس وروتانا، أصر رجل الأعمال السعودى على أن مردوخ استرالى الجنسية وكاثوليكى وليس يهودياً، نافياً أن يتم انتقال التراث الفنى المصرى إلى مردوخ، مؤكدا أن «التراث المصرى الفنى فى أيد سعودية أمينة». واستطرد: «حتى لو كان مردوخ يهودياً، فالأفضل أن نسعى لتقريب وجهات النظر بين الديانات، فإذا كنا نطور علاقاتنا بأمريكا فعلينا ألا ننسى أن فيها مسلمين ومسيحيين ويهودا»، مشيراً إلى أنه عندما يأتى مردوخ ويطلب الاستثمار فى وطننا العربى فى أبوظبى و«روتانا» فلابد أن «نستحوذه بالتى هى أحسن، فالاحتواء يقلل المهاجمة، وعلينا ألا نكون منغلقى الفكر وننفتح على الحوار مع الغرب». واعتبر أن السينما المصرية فى الأيادى السعودية كأنها فى أيد مصرية تماما، موضحا أن مردوخ «شريك لتطوير الإنتاج السينمائى فقط، فهو لايمتلك إلا نسبة 18% من شركة روتانا»،لافتاً إلى أن قنوات روتانا قامت بإعادة تحديث 40% من التراث الفنى المصرى وبثه عبر شاشاتها دون تشفير، نافياً أن يتم فسخ العقد بين شركتى القاهرة للصوتيات والمرئيات وروتانا، قائلاً: «من المستحيل فسخ العقد مع روتانا بعد انتهائه 2011،لأن مصلحة السينما المصرية أن تكون معنا». وتحدث الأمير السعودى عن كم استثماراته فى مصر فى القطاعات الإعلامية، حيث تبث قنوات روتانا الأربع من مصر، مشيرا إلى أن استثماراته فى القطاع الفندقى تبلغ حوالى 11 مليار جنيه، إذ يوفر 24 ألف فرصة عمل لموظفين وموظفات مصريين، وأيضا القطاع المصرفى إذ يعد أكبر مالك فردى فى أحد أشهر البنوك. وفى كلمته بمناسبة افتتاح مبناه بالجامعة، رحب الوليد بنجاح الجامعة الأمريكية فى مصر التى وصفها بأنها «أم الدنيا»، خاصة لكل سعودى، مركزاً على أن هدفه خدمة المجتمع العربى، و«إصلاح سوء التفاهم والصورة غير الصحيحة التى اتخذتها الولاياتالمتحدة عن الإسلام بعد أحداث 11 سبتمبر، وأن المسلمين إرهابيون وعدائيون ومتطرفون». وقال: «لابد أن نصر على ألا يتم استخدام الإسلام سياسياً بتحقيق مصالح معينة، لأن الإسلام دين سام له أهداف حقيقية لخدمة المجتمع، وعلينا ألا ننسى أننا فى النهاية بشر خلقنا الله لعبادته وتعمير الأرض». ولفت إلى أنه يحاول أن يبنى جسراً بين الإسلام والغرب، لتوضيح صورة كل منهما للآخر من خلال المراكز التى افتتحها فى الجامعة الأمريكية لدراسة أمريكا، وكذلك ما أنشأه من مراكز للدراسات الإسلامية فى جامعات هارفاد وجورج تاون فى أمريكا، وكامبريدج وايكزتير ببريطانيا. ودعا فى الحفل، الذى حضرته السفيرة مشيرة خطاب، وزيرة الأسرة والسكان، ورجل الأعمال معتز الألفى، إلى «معرفة أمريكا على حقيقتها، خاصة أننا لدينا معلومات محدودة عن تلك الدولة، إذ نتحدث عنها كثيرا دون أن نتعلم شيئا عن ثقافة وعادات وحياة شعبها».