فى الفجر استيقظ لينفذ مهمته اليومية.. حمل الشمعة وذهب ليشعلها على قبر الرئيس القبرصى السابق تاسوس بابادوبولوس، الذى توفى قبل 15 شهرا. فوجئ حارس الضريح بالمقبرة مفتوحة، واكتشف سرقة الجثمان من قبل أشخاص بقوا مجهولين حتى اللحظة. 3 أشهر كاملة مرت على الواقعة، التى حدثت عشية ذكرى وفاته، لتبدو مستوحاة من أفلام هتشكوك، دون أن يعثر أحد على جثة الرئيس السابق، حتى مساء أمس الأول، عندما أعلنت الشرطة القبرصية العثور على جثة، اشتبهت أنها لبابادوبولوس بإحدى جبانات نيقوسيا المجاورة لمقبرته، وأنها بانتظار فحص الحمض النووى للتأكد من أنها للرئيس السابق. بين أهداف سياسية وأخرى جنائية تراوحت نتائج تحقيقات الأجهزة الأمنية طوال تلك الفترة. ففى حين أشارت أصابع اتهام إلى منتقدى الرئيس ومعارضيه السياسيين فى حياته، التى شغل خلالها منصب الرئيس لمدة 5 أعوام فقط، ظهرت التنظيمات العصابية الإقليمية فى منطقة البلقان كأحد المشتبه بسرقتهم للجثمان مقابل الحصول على فدية، وهو ما اُستبعد بعد ذلك مع عدم إعلان أى جهة مسؤوليتها عن جريمة السرقة، التى هزت المجتمع القبرصى آنذاك فى الجزيرة الصغيرة. خلافا لكثير من الرؤساء، تبوأ بابادوبولوس، الذى رافقه سوء الحظ حياً وميتاً، رأس السلطة من 2003 – 2008، دون مدها، وإن شغل العديد من المناصب الوزارية والنيابية، إضافة إلى زعامته لحزب «ديكو»، الذى يمثل يمين الوسط. وقبل وفاته فى 12 ديسمبر 2008 إثر إصابته بسرطان الرئة، اختتم حياته السياسية بهزيمته فى الانتخابات الرئاسية، التى فاز فيها منافسه الشيوعى آنذاك ديمتريس خريستوفياس، وذلك قبل 9 أشهر من وفاته.