حظى الإعلان الرسمى من جانب الدولة عن إجراء الرئيس مبارك، أمس السبت، عملية بالمرارة فى مدينة هايدلبرج، باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام الألمانية، خاصة بعد أن تزامن ذلك مع إعلان الرئيس نقل صلاحياته لرئيس الوزراء أحمد نظيف، بعد التأكد من خضوعه للجراحة تحت تخدير كلى. وركز الإعلام الألمانى على مرافقة السيدة سوزان مبارك وابنيها علاء وجمال للرئيس فى مسشفى «هايدلبرج» الجامعى بعد الفحوصات المكثفة التى أجريت له فور وصوله المستشفى ظهر الجمعة قادماً من العاصمة برلين. وأدى ظهور الرئيس مبارك قبلها بيوم واحد مع المستشارة الألمانية وهو يسير بصورة طبيعية إلى نفى توقعات أن تكون العملية ذات علاقة بالعمود الفقرى، وتعزيز الاحتمالات الأخرى، وهو ما انتشر بين أوساط الجالية المصرية فى ألمانيا، التى أبدت قلقها على صحة الرئيس، رغم بقاء كل هذه التكهنات فى إطار الشائعات التى لا توجد أدلة على صحتها حتى هذه اللحظة. وما ساعد على التعتيم الإعلامى، حالة التكتم من قبل إدارة المستشفى الألمانى خاصة حينما يتعلق الأمر بصحة رئيس دولة، والمعروف أن المستشفيات الألمانية يحكمها قانون «حماية الحرية الشخصية»، الذى يمنع إعطاء أى معلومات عن صحة أى مواطن إلا بموافقة منه هو شخصياً. ورغم ذلك، قالت مصادر طبية، طلبت عدم كشف هويتها، إنه لن يتم تحديد موعد محدد لمغادرة الرئيس للمستشفى إلا بعد إجراء الجراحة وبقائه كما هو متوقع فى فترة النقاهة العادية، والتى لا تقل عن 3 أيام. من جانبه، أكد يحيى الشاذلى، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمى بجامعة القاهرة، أن عملية استئصال الحوصلة المرارية التى أجراها الرئيس مبارك أمس بسيطة وسهلة وليست لها آثار جانبية، مشيراً إلى أن الرئيس أجراها فى أشهر مركز لاستئصال المرارة فى العالم، وهى تتم عن طريق منظار جراحى، ولا يحتاج سوى 48 ساعة نقاهة ليكون بكامل صحته. وقال الشاذلى: الحوصلة المرارية عضو فى جهاز كامل متكامل هو ما نسميه «الشجرة المرارية»، التى تتشكل من مجموعة من القنوات تتخلل خلايا الكبد، وتسمى القنوات الصفراوية أو المرارية، تجمع ما تفرزه خلايا الكبد من إفرازات تحتوى على منتجات متجمعة من أماكن شتى، بعضها ناتج عن تكسير كرات الدم الحمراء التى انتهى عمرها وبعضها ناتج عن مخلفات التمثيل الغذائى، وأهمها الكوليسترول ثم بعض الأملاح المعدنية ويشكل كل هذا ما يسمى العصارة المرارية.