«تلك هى مصر.. السادات ومحفوظ وزويل والبرادعى وغيرهم من أبناء وطن عريق.. بدأت حضارة الإنسانية على أرضه ولايزال إسهامه متصلا لمنطقته وللعالم».. بتلك الكلمات استقبل الرئيس مبارك الدكتور محمد البرادعى فى فبراير 2006 عندما عاد بجائزة نوبل للسلام، ووصفه حينها ب«الابن البار لمصر»، وبأنه «نبتة طيبة من أرضها الطاهرة استحق الجائزة لتميزه واقتداره». ورغم أن الرئيس قلد «البرادعى» وقتها قلادة النيل العظمي، أرفع درجة تكريم مصرية تمنح لمن قدموا إسهاما مميزا يؤثر على حياة المصريين، فقد مرت 5أيام على عودة صاحب هذا الإسهام إلى وطنه دون أن تعلن أى جهة رسمية عن نيتها لاستقباله أو الاحتفال به أو تكريمه كغيره ممن عادوا، واحتفت بهم الجهات الرسمية أشد الاحتفاء، مثل العالم المصرى الدكتور أحمد زويل، الذى كرمه الرئيس مبارك بمنحه وسام العلم وقلادة النيل، وأصدرت هيئة البريد طابعين باسمه وصورته، ومنحته جامعة الإسكندرية الدكتوراه الفخرية كما تم إطلاق اسمه على صالون الأوبرا، فضلا عن إطلاق محافظة البحيرة اسمه على أحد شوارع دمنهور، مسقط رأسه. وكان استقبال الرئيس مبارك الدكتور مصطفى السيد، العالم المصرى المتخصص فى مجالات النانو تكنولوجى واستخداماتها فى مجالات الطب المختلفة، كبيرا بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، وحضره الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، فور عودته إلى مصر، ومنحه الرئيس عضوية المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، الذى يرأسه رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف، وتمت دعوته من عدد كبير من الجامعات المصرية لإلقاء محاضرات بها والاستفادة من خبراته. اللافت أن البرادعى عند عودته هذه المرة لم يستقبله سوى القوى الوطنية والشعبية، وغاب الاستقبال الرسمى تماما، كما غابت حتى الآن لقاءات المسؤولين به، وبادرت الجامعة العربية وحدها ممثلة فى أمينها العام عمرو موسى بلقائه وتكريمه، بينما لم تعلن أى جامعة مصرية عن ندوة للعالم الكبير، فيما اكتفت وزارة الخارجية بإرسال مندوب عنها لاستقباله بالمطار وعرضت عليه الاستقبال فى صالة كبار الزوار بالمطار. من جانبه فسر السفير محمد شاكر، رئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية، أسباب عدم الإعلان عن حفل تكريم البرادعى حتى الآن بأن المجلس سيدرس احتمالات تكريمه والاحتفال به ومنحه العضوية الكاملة أو العضوية الفخرية خلال الأيام المقبلة، وقال: «نريد أن نعمل الأصول وأن نرحب به ترحيبا كبيرا، ويسعدنا أن ينضم للمجلس لأنه واحد من الشخصيات التى نسعى لتشاركنا عملنا». وأكد شاكر أنه ليست هناك أدنvى مشكلة فى تكريم المجلس للبرادعى، مشيرا إلى أنه شخصية دبلوماسية شرفت مصر فى المحافل الدولية. وكما لم تعلن رئاسة الجمهورية عن وجود أى لقاءات ب«البرادعى» أو إدراج تكريمه بأى شكل من الأشكال على أجندتها، غاب النادى الدبلوماسى عن الصورة أيضا، وأوضح السفير فريد منيب، مساعد وزير الخارجية للشؤون الإدارية رئيس النادى، أن مسألة تكريم البرادعى من قبل النادى لم تطرح أصلا، وليست محل نظر أو بحث لأنها ليست على أجندة النادى. ولم يختلف الأمر بالنسبة للهيئات النووية المهتمة بالبرامج النووية السلمية التى تخصص فيها البرادعي، والتى لم يقرر أى منها استغلال زيارة «البرادعى» إلى مصر للاستفادة من خبراته فى مجال عمل به 12عاما، ووصف الرئيس مبارك أداءه خلالها بالتميز والاقتدار.
